تمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب البريطاني الشهير سومرست موم الذي توفي يوم 16 ديسمبر 1965 وذلك بعد سنوات طويلة قضاها من الشهرة وقد تراوحت حياته بين الراحة والصراع لكن هناك سؤال مهم ما زال يطرح نفسه هو هل كان "موم" جاسوسا.
فى كتاب "الحياة السرية لسومرست موم" لـ سيلين هاستينج تحكي الكاتبة عن حياة الكاتب الشهير وهو من مواليد مدينة باريس عام 1874 وتوفي في مدينة نيس على شاطئ المتوسط بجنوب فرنسا عام 1965، وكان والده دبلوماسيا يعمل في السفارة البريطانية بباريس.
عاش "سومرست موم" طفولته في العاصمة الفرنسية، كان أول كتاب قرأه هو للمؤلف الفرنسي الشهير «لافونتين»، توفيت والدته وهو في السادسة من عمره وتبعها والده بعد عامين. هذه هي بعض المحطات الأساسية التي ترى كاتبة هذه السيرة أنه كان لها أثرها في حياة سومرست موم وفي إنتاجه الأدبي من مسرح ورواية.
وترى المؤلفة أن حياة سومرست موم بدأت كرواية، كان فصلها الأول هو طفولة هادئة مدللة في كنف أب دبلوماسي ومحبّ للأدب وأم ابنة جنرال بريطاني خدم في الهند.
و«الفصل» الثاني يبدأ عندما يبلغ الطفل الثامنة من العمر ليجد نفسه يتيما «فجأة» من الأبوين. ثم الحياة لفترة في رعاية راعي كنيسة فدراسة الطب دون إتمامها وبعدها الحياة في لندن واللقاء مع الكاتب الكبير اوسكار وايلد، حيث قدّم سومرست موم أول رواياته عندما كان عمره 23 سنة.
لقد بدأ سومرست موم نشاطه الأدبي ككاتب مسرحي قبل أن ينشر «الليدي فريديريك» عام 1907 والتي أتاح له نجاحها الجماهيري الكبير بولوج دوائر «الشرائح العليا من المجتمع».
وأصبح خلال سنوات الثلاثينات أكثر الروائيين البريطانيين تقاضيا للمال عن إنتاجه، الأمر الذي سمح بشراء منزل من خمسة طوابق وبأن يصبح صديقا مقرّبا من ونستون تشرشل، بل وولج عالم التجارة والأعمال.
وترى المؤلفة أن مسيرة «تدهور» سومرست موم فعليا، رغم شهرته الكبيرة، بدأت في عام 1913 حيث قابل «سيري ويلكام»، الزوجة السابقة لرجل الصناعة هنري ويلكام، الذي كان يعمل في ميدان الصناعات الدوائية.
كانت سيري، كما تصفها المؤلفة، امرأة نشيطة وطموحة ومتطلّبة. هذه الصفات كلها ضيّقت الخناق على سومرست موم الذي كان قد تعوّد على حياة الحرية. هكذا أراد «الهرب من القفص» سريعا.
وقد ساعده في مشروعه نشوب الحرب العالمية الأولى حيث تطوّع في هيئة «الصليب الأحمر». وفي تلك الفترة من حياته، أصبح سومرست موم، جاسوسا لحساب الحكومة البريطانية.
أنجب سومرست موم وسيري ويلكام ابنة أسمياها «ليزا»، لكن زواجهما كان محكوما عليه بعدم الاستمرار. فسومرست موم لم يتوقف عن الأسفار والكتابة. وقد قادته أسفاره إلى هوليود حيث تعرّف على الممثل الشهير شارلي شابلن الذى كان هو الآخر قد صعد درجات سلّم الشهرة والثراء. وكان الطلاق بين سومرست موم وزوجته سيري عام 1929.
وتصف المؤلفة نمط حياة سومرست موم خلال سنوات الثلاثينات أنه كان يعيش حياة أصحاب الامتيازات والأثرياء حيث كان يومه موزعا بين «الكتابة صباحا والقراءة بعد الظهر ثم ممارسة لعبة الجولف والسباحة».
وأثناء الحرب العالمية الثانية عمل سومرست موم في إطار «جهاز الدعاية» البريطاني، ثم عاد بعد نهايتها للعيش في جنوب فرنسا حيث أمضى السنوات الأخيرة من حياته.