في يوم 16 ديسمبر 1916 كانت روسيا تعيش يوما غريبا، حيث اختفى أحد أهم الشخصيات، إنه القديس الداعر راسبوتين، والذي تم العثور على جثته طافية على الماء بعد يوم من مقتله، فمن الذي قتله؟
راسبوتين الذى كان فلاحا تحول إلى راهب دون أن ينتمى إلى كنيسة معينة وقد حظى بشهرة كبيرة بسبب إنقاذه ابن القيصر ووريثه الوحيد من مرض يسمى (عدم تخثر الدم الوراثي).
تقول حكاية مقتله إنه تم وضع كمية كبيرة من سم السيانيد في طعام وشراب راسبوتين، إلا أن الأخير لم يشعر بشيء وسكر بسبب الكحول وعندئذ أطلق أحدهم النار عليه من مسافة قصيرة مسببا سقوطه على الأرض ثم نهض وضرب أحد مهاجميه وحاول الهرب إلا أنه سقط بعد أن أصيب برصاصة ثانية لم تصرعه أيضا وأخيرا أطلقت رصاصة ثالثة على جبينه من مسافة قصيرة جدا لتنهي حياته وهوفي السابعة والأربعين من العمر، ثم قام المتآمرون بلف الجثة ونقلها بالسيارة ورميها في النهر.
وفي اليوم التالي بدأ التحقيق في سر اختفاء راسبوتين وتم تحديد القتلة بسرعة، ووضع الأمير"فيليكس" وأحد رفاقه تحت الإقامة الجبرية فورا، وبعد يوم من مقتله عثر على الجثة طافية في النهر، وتم تحديدها وكان الضحية الأولى وزير العدل الذي فصل لاتهامه بإعاقة التحقيق، ولكن بعد أسبوع من عملية القتل أمر القيصر بإيقاف التحقيق وغلق ملفه ومنع الإعلام من التحدث عن الموضوع، وأمر بنفي الأمير فيليكس ، الذي اعترف بجريمته وشريكه.
لكن كانت هناك شكوك حول أن تكون المخابرات البريطانية هي المسئولة عن اغتيال راسبوتين، حيث إنه حث القيصر على بدء مفاوضات فردية مع الألمان لانسحاب الجيش الروسى مقابل السلام، مما كان سيعرض بريطانيا لخسارة حليف مهم "روسيا" في الحرب العالمية الأولى، لذلك قامت المخابرات بقتله، وقد وجدت بعد 80 عاما صور الٌتقطت للجثة بعد العثور عليها أثبتت أن الطلقة المستخدمة في القتل من مسدس بريطانى الصنع لأنها تحتوى على رأس معدنى كان محرماً استخدامه في روسيا في هذا الوقت.