يناقش كتاب (نزعة الزهد بين البوذية والتصوف الإسلامي) للدكتور لثمان لوا – الوافي، والضادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ما يجمع بين البوذية والإسلام من رغبة فى التغلب على الشهوات.
يقول الكتاب "إن نزعة الزهد ظاهرة إنسانية بدأت مع بدأة الحياة البشرية في الأرض، وعندما نتصفح التاريخ نجدها في مختلف الديانات والفلسفات والحضارات ومن الديانات القديمة البوذية، وكانت نشأتها في الهند، ثم انتشرت في بلاد شتى من منطقة آسيا والمحيط الهادي، وهي الديانة الرابعة بعد المسيحية والإسلام والهندوسية في عدد المنتمين إليها على مستوى العالم.
والديانة البوذية لها أغلبية في كامبوديا وتايلاند وبورما وسيرلانكا ولاوس ومنغوليا وينتسب إليها أكثر من 18% من سكان الصين، ولها مدرستان كبيرتان (هينايانا) و(ماهايانا).
والزهد في البوذية عبارة عن ترك الحظوظ النفسية وقمع النفس في الرغبة فيها على حساب الإجراءات التى تنص عليها قوانين (سانغا) وقد جعل (بوذا) أتباعه قسمين، قسما للخواص وقسما للعوام، وفي قسم الخواص "بيكشو" و"بيكشوني" و"أباسيكا" للنساء، وعلى جميع الأقسام الاعتراف بالحقائق الأربعة النبيلة، وهي (الحياة كلها هم وحزن، الشهوة هي التي تجلب الهم والحزن إلى الحياة، إن سبيل التخلص من الحزن والهم قمع الشهوة، إن السبيل إلى قمع الشهوة اتباع طريق الشعب الثماني) ولهذه الحائق أهمية كبيرة في البوذية، وهي التي اهتم بها بوذا وعلمها لتلاميذه ، وطريق الشعب الثماني هي (العقيدة الصحيحة والغرض الصحيح والقول الصحيح والعمل الصحيح ، والحياة الصحيحة، والجهد الصحيح، والفكر الصحيح والتأمل الصحيح، ، وقد أراد بوذا أن يكون قسم الخواص جماعة مثالية ليقلدهم العوام في الحياة الواقعية، رغبة في جعل النرفانا هدفا وغاية لجميع البوذيين.
ولا ينبغي أن تخرج البوذية من الأنظمة الذهدية، لأنها قائمة على أساس الزهد، فاشترط قطع العلاقات المؤدية إلى الرغبة إنما هو لأجل تسهيل التغلب على شهوات النفس.