يحتفل العالم اليوم، 18 ديسمبر، باليوم العالمى للغة العربية، وذلك بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، وصدر قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة فى ديسمبر 1973 يوصى بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها، مع باقى اللغات الرسمية المعتمدة من المنظمة وهى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة وهى: الروسية والصينية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية والعربية.
ويعد الشعر فن العربية الأول، حتى أنهم قالوا عنه "ديوان العرب" لأنه كان بجانب إيقاعه يرصد حياة العرب قبل الإسلام ويصور حروبهم ومعاركهم، وقد استطاعت بعض أبيات الشعر الاستمرار رغم كتابتها من سنوات بعيدة حتى أننا نرددها حتى الآن، نذكر منها:
قفا نبكى من ذكرى حبيب ومنزل
هذه الجملة الشعرية هى مقدمة معلقة الشاعر القديم امرؤ القيس بن حجر، صاحب أقدم قصيدة موثقة فى العربية، وهو واحد من أشهر الشعراء عبر التاريخ العربي، وقد صارت مقدمته البكائية طريقة سار عليها معظم الشعراء فى كتابة قصائدهم.
مكر مفر مقبل مدبر معا
وهذا البيت ينتمي إلى القصيدة السابقة، لكنه يعد أشهر ما فيها وأجمله، وبغض النظر عن تحويره فى فيلم (صايع بحر) عندما وضع فى أغنية للمطرب ريكو والفنان أحمد حلمى ومحمود عبد المغنى "مكر مفر مقبل مدبر معا/ كجلمود صخر حطه السيل من على"، فإنه يعد أحد أبرز الصور فى الشعر العربى.
هل غادر الشعراء من متردم؟
بهذا الشطر الشعرى تبدأ معلقة الشاعر الكبير عنترة ابن شداد، لكن هذه الكلمات بعد ذلك صارت سؤلا مقدسا للكتاب والمبدعين، عندما يريدون أن يقولوا بأن كل شيء قد كُتب وليس هناك جديد فى أى شىء، وأن ما يقولونه قد قاله الأقدمون من قبل.
ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
أحد أبيات معلقة الشاعر "زهير بن أبى سلمى" والتى تبدأ بقوله " أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ" ولأن زهير قد عاش كثيرا لذا اعتبر الناس قوله "سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم" خبرة وحكمة شخصية، يطلقونها على الحياة بوجه عام.
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
شطر بيت شعر للشاعر طرفة ابن العبد، والذى تقول كتب الرتاث أنه مات صغيرا ولم يتجاوز عمره السادسة والعشرين، واكتمال البيت قوله "وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي" والمعلقة كلها تبدأ بقوله "لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد" وعادة ما يكرر المغامرون أبيات طرفة بن العبد فى باب حب المغامرة وتجنب الخوف والنصح.
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
واحد من أشهر أبيات الشاعر عمرو بن كلثوم في معلقته الشهيرة التى تبدأ "ألا هبى بصحنك فاصبحينا" وقد اشتهرت هذه القصيدة لخفة وزنها وسرعة إيقاعها وقصة الصراع بين عمرو بن كلثوم وعمرو بن هند، وصار هذا البيت بمثابة تهديد للآخرين.
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
هذا بيت شعر للسموأل واكتمل البيت بقوله "فكل رداء يرتديه جميل" وقد تحول البيت مع مرور الوقت إلى "حكمة" لا تزال سارية إلى اليوم، خاصة أن صاحبه شخص شهير ضرب به المثل فى الوفاء، لذا فإن كلاماته ليست مجرد كلامات عابرة.