فى 23 ديسمبر عام 245 ميلادية ولدت الملكة زنوبيا المعروفة فى التاريخ بملكة تدمر، لكن الذى لا يعرفه الكثيرون هو أن زنوبيا استطاعت أن تحكم مصر أيضا، لفترة قصيرة فى عهد الرومان.
فقد خاضت ملكة تدمر العديد من المعارك ومن هذه الحروب غزو مصر (269م -270م)، حيث كان الرومان يحكمونها، وفى هذه الفترة كانت القوات الرومانية تحارب فى شمال مصر، والمقاومة لم تكن كبيرة بسبب وفاة الإمبراطور الرومانى كلوديوس الثانى بسبب وباء الجدرى.
ويقول كتاب (من عجائب تاريخ مصر) لـ محمد عرموش "فى عام 270 ميلادية استطاعت القوات العربية التدمرية غزو مصر وهزيمة القوات الرومانية المستقرة بها، حيث قامت قوات الملكة زنوبيا بهزيمة قوات الوالى تيناجينو بروبوس، الذى آثر الانتحار على العار، ونودى بالأمير وهب اللات (وابالاثوس) ابن الملكة زنوبيا (الزباء) والذى كان صبيا فى العاشرة من عمره إمبراطورا حيث رسمت صورته على عملة مدينة الإسكندرية عاصمة مصر فى ذلك الوقت، جنبا إلى جنب مع صورة الإمبراطور الرومانى كلاوديوس جوثيكوس، مع بقاء الإدارة الرومانية، أى كان التاريخ امتزاجا بين العربى والرومانى.
وعندما تولى الإمبراطور الرومانى أوريليانوس عرش الإمبراطورية، اعترف مؤقتا بـ وهب اللات شريكا له فى حكم ولايات الشرق وظهرت عملة مدينة الإسكندرية تحمل صورة الإمبراطور أوريليانوس على الوجه وصورة وهب اللات على الوجه الآخر، وبعد ذلك بفترة سكت عملة فى الإسكندرية سنة 271 تحمل صورة وهب اللات على الوجه وتلقبه باسم (الإمبراطور المؤله) وهو اللقب التقلدى لأباطرة الرومان، بينما ظهرت صورة أمه على الوجه الآخر.
وفى ربيع سنة 271 ميلادية تأزمت العلاقات بين وهب اللات العربى والإمبراطور أوريليانوس الروماني، فأعلن وهب اللات نفسه إمبراطورا لا على الشرق فحسب بل على الإمبراطورة الرومانية كلها.
وردا على ذلك قام الإمبراطور الرومانى بإرسال قواته للقضاء على وهب اللات وأمه، حيث استطاع القائد الرومانى أن يستولى على الإسكندرية ولكن باقى مصر ظل خارج سيطرة الرومان.
وبعد العديد من المعارك سقطت زنوبيا ووقعت أسيرة وسار بها الإمبراطور الرومانى فى شوارع روما مقيدة بسلاسل ذهبية وتوقف سك العملة التى تحمل صورة وهب اللات على الوجه وصورة أمه زنوبيا على الظهر، وحلت محلها العملة التى تحمل صورة أوريليانوس وحده إمبراطورا.