يحتفل المسيحيون الكاثوليك غدا بميلاد السيد المسيح، حيث يرون أنه ولد يوم الـ 25 من ديسمبر، وهم يختلفون فى ذلك عن الكنيسة الأرثوذكسية التى ترى أنه ولد يوم السابع من يناير، لكن بهذه المناسبة من كان أول من رأى ميلاد السيد المسيح، ونعتمد فى ذلك على نصوص القرآن الكريم ونصوص الكتاب المقدس.
فى القرآن
يعرف المسلمون أن السيدة مريم ابنة عمران كانت قد نذرا وهبتها أمها منذ أن كانت فى بطنها لخدمة بيت الله، وفى خلوتها {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا، إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا، قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا، قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا، فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا، فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا، فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" سورة مريم.
وبالتالى فإن جزع النخلة كان أحد الأشياء التى شهدت ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم.
أما فى الإنجيل فقد كانت البشارة كما ذكرها (لوقا 1: 26 – 38)
"أرسل الله الملاك جبرائيل إلى بلدة فى الجليل اسمها الناصرة، إلى عذراء اسمها مريم، كانت مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف،فدخل إليها الملاك وقال لها: السلام عليك يا من أنعم الله عليها. الرب معك. فاضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها:ما معنى هذه التحية؟ فقال لها الملاك: لا تخافى يا مريم، نِلت حظوة عِند الله، فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع. فيكون عظيما وابن الله العلي يدعى، ويعطيه الرب الإله عرش أبيه داود. ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نِهاية!
فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلا؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلى تظلك، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى ابن الله، ها قريبتك أليصابات حبلى بابن في شيخوختها وهذا شهرها السادس ، وهى التي دعاها الناس عاقرا، فما من شيء غير ممكن عند الله، فقالت مريم: أنا خادمة الرب: فليكن لي كما تقول ومضى من عندها الملاك
مريم عند أليصابات (لوقا 1: 39 - 45)
وفى تلك الأيام، قامت مريم وأسرعت إلى مدينة يهوذا في جبال اليهودية.
ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم، تحرك الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الروح القدس، فهتفت بأعلى صوتها:
مباركة أنت في النساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك
حبل مريم بيسوع من الروح القدس (متى 1: 18 – 25)
هذه سيرة ميلاد يسوع المسيح: كانت أمه مريم مخطوبة ليوسف، فتبين قبل أن تسكن معه أنها حبلى من الروح القدس. وكان يوسف رجلا صالحا فما أراد أن يكشف أمرها، فعزم على أن يتركها سرا. وبينما هو يفكر في هذا الأمر، ظهر له ملاك الرب. في الحلم وقال له: يا يوسف ابن داود ، لا تخف أن تأخذ مريم امرأة لك. فهى حبلى من الروح القدس، وستلد ابنا تسميه يسوع ، لأنه يخلص شعبه من خطايهم.
حدث هذا كله ليتم ما قاله الرب بلسان النبى: ستحبل العذراء ، فتلد ابنا يدعى (عمانوئيل) أى الله معنا. فلما قام يوسف من النوم، عمل بما أمره ملاك الرب، فجاء بامرأته إلى بيته، ولكنه ما عرفها حتى ولدت ابنها فسماه يسوع.
ميلاد يسوع (لوقا 2: 1 – 7)
وفى تلك الأيام أمر القيصر أوغسطس بإحصاء سكان الإمبراطورية. وجرى هذا الإحصاء الأول عندما كان كيرينيوس حاكما في سورية، فذهب كل واحد إلى مدينته ليكتتب فيها. وصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى بيت لحم مدينة داود، لأنه كان من بيت داود وعشيرته. ليكتتب مع مريم خطيبته، وكانت حبلى. وبينما هما في بيت لحم، جاء وقتها لتلد، فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في مذود، لأنه لا محل لهما في الفندق.
الرعاة والملائكة (لوقا 2: 8 – 20)
كان فى تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية، يتناوبون السهر على رعيتهم. فظهر ملاك الرب لهم، وأضاء مجد الرب حولهم فخافوا خوفا شديدا. فقال لهم الملاك: لا تخافوا! ها انا أبشركم بخبر عظيم يفرح له جميع الشعب: وولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وإليكم هذه العلامة : تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر مع الملاك بغتة جمهور من جند النساء، يسبحون الله ويقولون: المجد لله في الغلي، وفي الأرض السلام للحائزين رضاه. ولما انصرف الملائكة عنهم إلى السماء، قال الرعاة بعضهم لبعض: تعالوا نذهب إلى بيت لحم لنرى هذا الحدث الذى أخبرنا به الرب. وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود. فلما رأوه أخبروا بما حدثهم الملاك . فكان كل من سمع يتعجب من كلامهم. وحفظت مريم هذا كله وتأملته في قلبها. ورجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوا ورأوا كما أخبرهم الملاك.
قدوم المجوس وسجودهم ليسوع (متى 2: 1 – 12)
ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية، على عهد الملك هيرودس، جاء إلى أورشليم مجوس من المشرق وقالوا: أين هو المولود، ملك اليهود؟ رأينا نجمه فى المشرق، فجئنا لنسجد له. وسمع الملك هيرودس، فاضطرب هو وكل أورشليم. فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمى الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فأجابوا: فى بيت لحم اليهودية، لأن هذا ما كتب النبي: يا بيت لحم، أرض يهوذا، ما أنت الصغرى فى مدن يهوذا لأن منك يخرج رئيس يرعى شعبى إسرائيل. فدعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم متى ظهر النجم، ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال لهم: اذهبوا وابحثوا جيدا عن الطفل، فإذا وجدتموه، فأخبرونى حتى أذهب أنا أيضا وأسجد له. فلما سمعوا كلام الملك انصرفوا. وبينما هم فى الطريق إذا النجم الذى رأوه فى المشرق، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذى فيه الطفل فوقف فوقه. فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع امه مريم. فركعوا وسجدوا له، ثم فتحوا أكياسهم وأهدوا إليه ذهبا وبخورا ومرا. وأنذرهم الله فى الحلم أن لا يرجعوا الى هيرودس فأخذوا طريقا آخر الى بلادهم.