فى يوم 24 ديسمبر 1971 كانت القاهرة على موعد مع "أوبرا عايدة"، والتى تحكى عن قصة حب نشأت بين أسيرة حبشية اسمها عايدة وراداميس قائد الجيش المصرى، الذى حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة.
وقدمت أوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة الخديوى ولم يتمكن الموسيقي فيردى من الحضور، وعرضت فى أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا فى إيطاليا فى فبراير 1872.
وضع فيردى الموسيقى لأوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل فى باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوى إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر فى عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، فقام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما "أفوسكانى" و"روسى"، وأنشئت الأوبرا بين حى الأزبكية وحى الإسماعيلية وتم استخدام العديد من الرسامين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانين من الموسيقيين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس لم تعرض فى الاحتفالية وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم أوبرا "ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا الخديوية وهو الاسم الذى اشتهرت به آنذاك.
وقد كان اتفاق الخديو مع فيردى أن يتم عرضها قبل ذلك فى حفل افتتاح قناة السويس فى عام 1869، لكنه لم يتمكن من الانتهاء منها، لكن هل اعتمد فردى على قصة حقيقية أم أن الأمر كله كان من خياله؟
تم اكتشاف مخطوطات أوبرا عايدة من قبل عالم الآثار الفرنسى "اوجست ماريتا" فى وادى النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسى الشهير، وكتب نصها الغنائى (الليبرتو) جيسلا نزونى.