ما الذى يقوله كتاب "الحكايات الشعبية لشعوب آسيا" الصادر عن المركز القومى للترجمة، الذى جمع حكاياته وترجمها عبد الرحمن عبد الرحمن الخميسى.
يعرض الكتاب مجموعة من الحكايات الشعبية الأسيوية، وحكايات لشعوب بحر البلطيق فى الشمال، مثل مولدوفا وليتوانيا، فيمر فى حكاياته عبر بحر البلطيق إلى برارى روسيا وغابات أوكرانيا، ثم جبال القوقاز الساحرة، حتى نصل إلى آسيا و بلاد التتر.
ويقول المترجم "دائما تجسد الحكايات الشعبية الكلمات الصادقة، التى تعبر عن أخلاق وحياة وأعراف وقوانين تلك الشعوب، فالقسم والوعد على سبيل المثال ملزمان واجبا النفاذ، فنقرأ فى بعض الحكايات الصياد يمنح ابنه الوحيد للمارد الشرير بعد أن تعهد له بذلك".
وتجسد هذه الحكايات التصورات الشعبية لدى البلاد المختلفة، حول السحر، القضاء والقدر، الخير والشر، النضال والاستسلام، والحب والكره، وغيرها من المفاهيم الأخرى، فيبحر القارئ فى بحر القصص المختلفة ليرى حكاية "الضفدعة الأميرة"، و"البيت" و"سيفكا بوركا" فى روسيا، وينتقل إلى "الأرجوحة"، "سباق الفرس والثور"، و"دهن الأرنب" فى أوكرانيا، كما يرى "الرجل والشيطان" و"الذئب و الخنزيرة" فى بيلاروسيا.
يحوى الكتاب 120 قصة وحكاية شعبية، نتقابل فيها مع الحيوانات الحكيمة، والأميرات المسحورات، والنساء الشريرات، والرجال الشجعان، والبنات الجميلات، والعجائز الطيبين.
وتؤكد بعض القصص على الحكم والأقوال المأثورة، مثل "الاتحاد قوة"، فتحكى قصة "بيت الحيوانات الشتوى"، عن عجوز يعيش مع زوجته العجوزة فى كوخ قرب الغابة، كانا يملكان ثوراً وخروفاً وأوزة وديكاً وخنزيراً. وذات يوم، اقترح العجوز على زوجته بذبح الديك فى يوم العيد، فوافقت الزوجة، وسمع الديك الحديث الذى دار بين الاثنين، فانتظر حتى هبط الليل وفر هارباً إلى الغابة. وفى اليوم التالى بحث العجوز عن ديكه فلم يجده، واقترح على زوجته ذبح الخنزير بدلاً منه، ووافقت العجوز، وحدث مثلما حدث مع الديك، وفر الخنزير هارباً، وهكذا مع باقى الحيوانات. تجمعت الحيوانات فى الغابة، وبحث الثور عن مأوى يحميه من صقيع الشتاء، وبنى له كوخاً بعدما رفض باقى الحيوانات مساعدته، متعللين بأنهم يملكون ما يقيهم برد الشتاء.