تمر اليوم الذكرى الـ97، على ميلاد الكاتب والمفكر الراحل الدكتور مصطفى محمود، إذ ولد فى 27 ديسمبر عام 1921، فيما غاب عن عالمنا فى 31 أكتوبر عام 2009، عن عمر يناهز 87 عامًا، تاركا خلفه نحو 89 مؤلفًا بين كتب علمية ودينية وفلسفية وأدبية.
كان للمفكر الراحل، العديد من الأفكار والرؤى الفلسفية والدينية التى عرضته للعديد من الاتهامات والهجوم من جانب الإسلاميين مثل رأيه فى شفاعة النبى محمد، الذى تناوله فى كتابه الشفاعة، وعلى الجانب الآخر حمل فكر الكاتب الراحل بعض الآراء السياسية، خاصة فيما يخص فترة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وبحسب كتاب "مذكرات الدكتور مصطفى محمود"، للكاتب السيد الحرانى، فإن مقدم البرنامج التليفزيونى الشهير "العلم والإيمان" قال: عبد الناصر لم يكن لديه وقت يقرأ فيه أو يتعرف على كل الأفكار التى نادى بتطبيقها، ولم يكن يعرف ماركس والأفكار الاشتراكية، ولم يكتب بنفسه كتاب فلسفة الثورة، فعبد الناصر كان لا يفهم كل هذا الكلام، فكل الأفكار والكتابات لم تخرج عن كونه أفكار الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل.
ويذكر الكتاب أيضًا أن الكاتب الراحل، كان كتب مقالتين فى ستينيات القرن الماضى، الأولى بعنوان "هتلر والنازية" والثانية "الخروج من مستنقع الاشتراكية".
وفى المقالة الأولى يرى مصطفى محمود، أن نسبة الـ50% التى وضعها الزعيم الراحل لتمثيل العمال والفلاحين فى البرلمان المصرى آنذاك، كانت رشوة قدمها "ناصر" ليستدر بها التصفيق والهتاف، وأن التعين التى كفله الزعيم الراحل، كانت رشوى أخرى وبدل بطالة قدمها من خزانة مفلس ترزخ تحت عبء الديوان، بحد وصفه، كما اتهمت المقالة أن عبد الناصر وحكمه تسبب فى هزيمة منكرة وأرض محتلة (نكسة 1967).
فيما فند فى الثانية الأخطاء والسياسيات الخاطئة للزعيم الراحل، التى تسببت فى هزيمة 67، وكانت لها الأثر فى تحمله خزى الهزيمة واقترانها باسمه وبسياسته مدى الدهر، بسبب تراكم الأخطاء، بحسب وصفه.
فى السياق ذاته يذكر كتاب "زعماء وعملاء" للكاتب باز محمد، أن الدكتور مصطفى محمود كان يرى أن أخطاء عبد الناصر كانت أكثر كثيرًا من حسناته، حيث يقول: "افرض أن بنيت سدا أو مصنعا ولكنك هدمت إنسانا، ما الفائدة إذن؟، ليس هناك شىء فى هذا الوجود أن تهدم الشخصية المصرية وتهدم الإنسان".