تمر اليوم الذكرى الـ12 لإعدام الرئيس العراقي صدام حسين الذي تم تنفيذ حكم الإعدام فجر يوم 30 ديسمبر 2006، في مشهد يتذكره الجميع، بعد سنوات قليلة من غزو العراق.
وقد رصد كتاب (استجواب الرئيس) لـ جون نكسون، الذى يعد أول من التقى الرئيس العراقي بعد وقوعه فى الأسر، الكثير من الأسرار عن تلك الفترة الصعبة فى تاريخ العراق، ومنها ما يتعلق بكيفية تسليم صدام إلى الحكومة الشيعية لتنفيذ حكم الإعدام.
يقول الكتاب كانت حكومة نورى المالكي الشيعية لا تصبر للتخلص من صدام، ولكن الحكومة الأمريكية قد توسلت العراقيين بتأجيل الإعدام إلى ما بعد عيد الأضحى ظنًا منها بأن تجاهل ذلك سيسيء إلى مشاعر المسلمين فى العراق وفى المنطقة، ولكن ما حدث هو أن السفير الأمريكي فى العراق زلماى خليليزاد ونائبه ساترفيلد كانا خارج العراق لقضاء فترة أعياد الميلاد، وكانا قد أبلغا القائمة بأعمال السفير مارجريت سكوبى، بعدم التوقيع على أى شيء يمكن اعتباره الضوء الأخضر لتنفيذ عملية الإعدام.
ويبدو أن كلاً من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع كان عليها أن توافق على نقل صدام من معتقله الأمريكى.
يقول الكتاب خضعت "سكوبى" إلى ضغوط العسكريين الذين كانوا يتطلعون إلى التخلص من صدام من خلال تسليمه إلى العراقيين.
كنت أتوقع أن إعدام صدام سينقل عبر التليفزيون لكونه سيعرض على العالم، وللعراقيين بشكل خاص، بأنه مات وفق سلطة القانون، ولكن الذى تم هو أن التسليم تم فى الظلام بعد منتصف الليل لدى قيام مروحية أمريكية بنقل صدام من سجنه إلى مجمع تم فيه تسليمه إلى حكومة المالكي.
ثم تم نقله بسرعة إلى سرداب أحد المباني الحكومية العراقية. لا يعلم غير الله ما جرى بين صدام ومحتجزيه. أما ما شاهده العالم فى اليوم التالى فكان مروعًا.
فتم تسجيل فيديو مصور بهاتف محمول ظهر صدام وهو يتسلق منصة مؤقتة ليواجه مضطهديه، شاهدنا جمهرة غوغاء شيعة يطالبون بعلو أصواتهم بالانتقام من سيدهم السني السابق.
بينما كنت أشاهد الصور رديئة الجودة التي كان يلتقطها بهاتفه المحمول مستشار المالكي للأمن الوطني موفق الربيعي، وكان ما لفت انتباهي هو أن صدام كان الرجل الأكثر هيبة في غرفة الإعدام.