وصفته الكنيسة بأنه المهرطق الأكبر، والخارج عن القوانين الكنسية الرسمية، بينما كان مصلح دينى عظيم، وصاحب أفكار إصلاحية رؤى جديدة حول الكنيسة والمسيح، هكذا كان القس وأستاذ اللاهوب الألمانى مارتن لوثر.
وتمر اليوم الذكرى الـ497، على قرار البابا ليون العاشر، بالحرمان الكنسي بحق مارتن لوثر، وطرده من الكنيسة الكاثوليكية باعتباره مهرطقا، وذلك على خلفية قيامه بإضرام النار في المرسوم البابوي، بعدما طلبه من التراجع عن 41 جملة مأخوذة من كتاباته بما فيها القضايا الخمس والتسعين.
ويعرف أن أغلب الطوائف المسيحية وعلى رأسها الكاثوليكية والأرثوذكسية، تحرم تعدد الزوجات، حيث ترى أن العهد القديم أباحها، لكنها حرمت مع مجىء يسوع المسيح، وكان إباحة ذلك لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين، ولأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح، وهو أصبح باطلاً بعدما جاء المسيخ ليخلص العالم من الخطيئة، حسبما تؤمن المسيحية.
وكانت للقس البروتستانتى، آراء ومواقف عدة جدلية بارزة، منها رعايته تعدد الزوجات، بعدما وافق على زواج فيليب الثانى مع احتفاظه بزوجته الأولى، كان فيليب قد التمس موافقة لوثر وملنشثون وعددًا من كبار اللاهوتيين حول تعدد الزوجات، مستندًا إلى تعدد الزوجات الذي قام به عدد من الآباء الأوليين أمثال إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى، فهل أباح مؤسس المذهب البروتستانتى تعدد الزوجات ومخالفة التعليم المسيحية المانعة لذلك؟
بحسب "موسوعة عباس محمود العقاد الإسلامية - المجلد الرابع: القرآن والإنسان"، فإن مارتن لوثر كان دائما يتكلم فى شتى المناسبات عن تعدد الزوجات بغير اعتراض، باعتباره لم يحرم من عند الله، ولم يكن إبراهيم وهو مثل المسيحى الصادق "بحسب الإيمان المسيحى" يحجم عنه، إذ كان لديه زوجتان، وأن الله أذن للناس بذلك من لأناس من العهد القديم فى ظروف خاصة، ولكن المسيحى الذى يريد أن يقتدى بهم، بحق له أن يفعل ذلك متى تيقن أن ظروفه تشبه تلك الظروف.
ويوضح كتاب "لطائف النساء" للدكتور رضا ديب عواضة، أن مارتن لوثر أباح التعدد وأعلن فى أكثر من مناسبة أن المسيح لم يحرمه، كما علق سترمارك على إذن مارتن لوثر لأمير هرمس بالزواج الثانى بقوله: إذا نظر الرجل إلى المرأة وحسنت فى عينه وأحبها وهو متزوج فخير له أن يتخذها زوجة شرعية من أن يتخذها خليلة.