تقيم دار العين للنشر، حفل مناقشة وتوقيع رواية "كائنات الليل والنهار" للكاتب أشرف الصباغ، وذلك فى تمام الساعة السادسة مساء الثلاثاء المقبل، يناقش الرواية الشاعر إبراهيم داوود، رئيس تحرير مجلة إبداع، والقاص والروائى هشام أصلان، ويدير الندوة الشاعر أشرف يوسف.
ومن أجواء الرواية نقرأ: بعد قليل، انقلب مجلس عزاء السيدات من البكاء بصوت عال، والمجاملات بشهقة هناك وتعديدة هنا، وكلمتين طيبتين في حق المرحومة، إلى همس وحكايات. انقسم إلى عدة مجموعات. راحت كل واحدة تحكي عن موتاها، وعن حياتها ومشاكلها ومشاكل أبنائها. علمت نبيلة أن أم عزة ومجدي توصَّلا إلى الطلاق بعد مغادرتهما، فترك لها الأولاد بعد أن تزوَّج من امرأة كان يعاشرها في السابق. وعرفت لأول مرة أن أمها هي التي توسطت لأم عزة من أجل العمل في الزمالك عند نفس الأسرتين اللتين كانت تعمل عندهما قبل مرضها وتوقفها عن العمل. قالت لها أنها ستظل تحفظ جميل زينب هي وأولادها إلى الأبد، فلولاها لما استطاعت أن تعول طفلين رفضهما أبوهما انتقاما منها واستخدم كل الحيل لكي لا يدفع لهما مليما واحدا.
بكت أم عزة طويلا، وكأنها تعزي نفسها. وفجأة، سألت نبيلة:
- مجدي طالك، يا نبيلة؟
- كان يريد. عَرَض نقودا وهدايا.
- واطي، ابن كلب.
أطلقت أم عزة ضحكة مكتومة، وقرصت نبيلة في فخذها:
- منظره كان فضيحة بالفانلة واللباس.
ابتسمت نبيلة، وقالت لها إن منظر فهيم كان أكثر إضحاكا، لأنه كان يلبس الفانلة واللباس بالمقلوب. صمتت أم عزة قليلا، وأخبرتها، بما يشبه الاعتذار، أنها كانت تعرف ما يفعله، وأنه لم يكن يقربها إلا مرة كل شهر أو اثنين. وانتقلت لتحكي عن عملها في الزمالك، وكيف قبلت الزواج من خليل البواب الذي ظل يلح عليها طوال عام كامل، ولكنها كانت ترفض لأنه متزوج في قريته النائية ولديه أولاد. قبلت فقط عندما أخبرها أن زوجته ماتت وهي تلد طفلهما الرابع الذي لم ير النور. سألتها نبيلة:
- وهل زوجته ماتت فعلا؟
ردت أم عزة بعد فترة صمت:
- لا أدري.. قال، وصدَّقته..