تمر اليوم الذكرى الـ112 على ميلاد لويس برايل، مخترع طريقة بريل للمكفوفين لمساعدتهم فى تعلم القراءة والكتابة، إذ ولد فى 4 يناير عام 1809.
وكان لويس برايل فقد بصره وهو فى الثالثة من عمره عندما فقد أحد عينيه بالخطأ بواسطة عصا مثبت بها مثقابان من ورشة عمل والده، عالج الطبيب المحلى العين وضمدها، ورتب موعدا لبرايل مع جراح متمكن فى باريس لكن العين كانت متضررة بالكامل وازدادت إصابتها لتعدى العين الأخرى أيضاً، وببلوغه الخامسة كان قد فقد البصر كلياً فى كلتا عينيه.
ورغم نحو مرور 150 عاما على ظهور طريقة برايل واعتمادها رسميا فى دراسة المكفوفين، وذلك بعد نحو أربعة عشر عاما من وفاة مخترعها، إلا أن مصر تبدو أنها تقف فى الناحية المقابلة لهذه الطريقة، ولا يذكر عن وجود أى جهة فى مصر تقدم هذه الطريقة، باستثناء مكتبة طه حسين للمكفوفين، أحد أقسام مكتبة الإسكندرية، التى يبدو من اسمها، أنها تحوى إصدارات بطريقة برايل، ولكن لا أحد يعرف أين هذه الإصدارات، وكيف يمكن شراؤها؟، كما لا توجد دور نشر لهذه الطريقة، كما أن وزارة الثقافة المصرية لم تتأخذ أى خطوات جادة لذلك إلا مؤخرا.
ففى أكتوبر الماضى، أعلن المركز القومى للترجمة عن عقد اتفاقًا مع الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية بطبع مجموعة من كتب المركز القومى للترجمة بطريقة برايل للمكفوفين، وذلك على أن تتوفر هذه النسخ بشكل دائم بمنفذ البيع الخاص بالمركز القومى للترجمة، وسيقوم المركز بإهداء مجموعة من هذه الكتب للمعاهد الخاصة بالمكفوفين، لكن إلا الآن لم يعلن عن صدور أى من كتب المركز بهذه الطريقة.
الهيئة العامة للكتاب كان أعلن مسئولوها فى أكثر مناسبة عن وضع خطة بخصوص طباعة الكتب للمكفوفين، حيث يفكر مسئولو النشر فى الهيئة، فى إيجاد طريقة لطباعة إصدارات كتب الأطفال جميعها عن طريقة برايل أو عن طريق "المالتى ميديا"، وتحاول الهيئة عمل اتفاقية مع المطابع الأميرية لنشر الكتب بهذه التقنية، لكن حتى الآن تتأخر محاولات نشر الكتب بطريقة برايل.
ويبدو أن عام 2018 كان بداية النجاح، وذلك ظهور العدد الأول من مجلة قطر الندى للأطفال الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بطريقة برايل للأطفال المكفوفين بداية من شهر ديسمبر بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للأشخاص ذوى الإعاقة.
كما تم افتتاح فصول لذوى القدرات الخاصة بجميع مراكز تنمية المواهب القائمة، ويتردد عليها 64 طالبا وطالبة حتى الوقت الحالى، وافتتاح وتشغيل قاعات المكفوفين للموسيقى والفنون فى دار الكتب والتى تم تزويدها بأجهزة حاسب آلى وعشرات الكتب المطبوعة بطريقة برايل فى مختلف مجالات المعرفة، إلى جانب مطبعة بطريقة برايل.