إذا سمعت اسم المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس، بالتأكيد سوف تتذكر الأراضى الأمريكية الشمالية، حيث ينسب للمستكشف الشهير اكتشاف العالم الجديد عبر المحيط الأطلسى، ووصل إلى الجزر الكاريبية فى 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان فى رحلته الثانية عام 1498 م.
وتمر اليوم الذكرى الـ525 على قيام المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس بمغادرة العالم الجديد إلى إسبانيا، وذلك بعد إكماله لأول رحلاته الاستكشافية، فى 4 يناير 1493، لكن يبقى السؤال الدائم، هل "كريستوفر" هو مكتشف العالم الجديد فعلا، وكان أول من وصل إلى أراضى الهنود الحمر، أم أن هناك من سبقه فى استكشاف القارة الأمريكية.
بحسب كتاب "عباقرة الظل: تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين" تأليف ناصر بن محمد الزمل، أن فى بداية القرن العشرين قدم بروفيسور جوستاف ستورم من جامعة كريستيانيا فى أسلولوا، دليلا على أن الإسكندنافيين قاموا بعدة رحلات بالقرب من الساحل الكندى.
وكان من أولئك المغامرين بحسب الكتاب، المغامرين ليف إريكسون (970-1020)، ابن إريك الأحمر (950- 1002 تقريبا) الذى الكتشف جرين لاند، ودخل التاريخ لرويته فينلامد نحو عام 1000.
وكان ليف إريكسون مبشرا مسيحيا أرسله أولاف الأول ملك النرويج الذى حكم فى الحقبة من عام 995 إلى 1000، إلى جرين لاند من أجل نشر الدين فى المستوطنات هناك، وفى رحلة العودة انحرف به قاربه بعيدا نحوا الجنوب إلى أن شاهد على مرمى البشر نوفا سكوشا (إحدى مقاطعات كندا).
ويوضح الكتاب أنه باستنثاء إريكسون وبن إريك كان معظم الإسكندنافيين الآخرين الذين اقتربوا من أمريكا يعملون فى التجارة، لكنها تجارتهم هناك لم تحقق إزدهارا.
ويوضح الكتاب أن إحدى ملحمات الساجا التى يعود عهدها إلى إلى عام 1387 تذكر أن شخصيا يدعى بيارنى بن هيريوف قد سبق ليف إلى فينلاند، بعد أن حاد عن مساره وشاهد اليابسة بين عامى 985 – 986، لكن لم يظهر أى تأكيد على ذلك.
وبحسب "التصوف الإسلامى فى الولايات المتحدة الأمريكية مظاهر حضور التصوف المغربى" للدكتور عزيز الكبيطى إدريسى، فإن القول إن اكتشاف أمريكا من قبل كرستوفر كولومبوس إنما هو كذبة صريحة، لأن هناك براهين مستفضية تبين أن الإسكندنافيين وصلوا إلى أمريكا قبل ألف عام قبل كريستوف كولومبوس، كذلك تول هايير داليدا الذى خرج من مدينة آسفى المغربية بباخرة وقطع المحيط إلى أمريكا.