فى كتاب مهم يحمل عنوانه "تاريخ الأمة القبطية.. خلاصة تاريخ المسيحية فى مصر"، والذى صدر عن وزارة المعارف العمومية، تأليف لجنة التاريخ القبطى، فى عام 1932 عن المطبعة الحديثة بشارع خيرت بالقاهرة، حديث عن المسيحية وظهورها ونشأتها وانتشارها.
الكتاب يتوقف أمام تنبؤات مجىء المسيح، كما وردت فى الكتب السابقة، حيث يقول "إن أول وعد بالفداء فى الكتاب المقدس هو العبارة التى نطق بها الله نفسه للحية التى تمثل فيها الشيطان، إذ قال لها عن نسل المرأة: هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه (تك 3:5) وقد أوحى الله إلى أنبياء العهد القديم أن يتنبأوا عن مجىء المسيح".
ومن نبوءات ولادته من عذراء قال "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل".
ومن النقاط الأخرى التى توقف عندها الكتاب قصة المجوس الذى رأوا المسيح طفلا، حيث يقول "بعد ولادة المسيح بأيام حل بأورشليم ركب ارتجت له المدينة كلها، وذلك أن جماعة من عظماء بلاد الشرق وحكمائها فى ذلك العصر لاح لهم فى السماء نجم غير اعتيادى عرفوا أنه نجم مولود جديد هو ملك اليهود المتنبأ عنه، فعزموا على الذهاب بأنفسهم إلى حيث هذا المولود ليسجدوا له، ثم حملوا هداياهم من الذهب واللبان المر، وسافروا والنجم يسير أمامهم ليرشدهم فى الطريق. هم ومن معهم من مئات الخدم والحشم، إلى أن جاءوا أورشليم وسألوا عن مكان هذا الملك.
وقيل إن هؤلاء المجوس كانوا من بنى بلعام، والتقليد يدعوهم "ملخيور وبلطازار وجاسبار" وأنهم من ملوك العرب (ويقال إن القديسة هيلانة اكتشفت بقايا أجسامهم ونقلتها إلى القسطنطينية ومنها نقلت إلى ميلان فى القرن الرابع للميلاد ومن هنا أخذها الإمبراطور باربروس وأعطاها لكاتدرائية كولونيا وهى محفوظة بها للآن).
ويقال إنهم كانوا من العلماء المتبحرين فى معرفة الأجرام السماوية وحساب الأزمنة.
فلما علم هيرودس ملك اليهود بأمرهم استدعاهم إليه واستطلع أمرهم، فقصوا عليه سبب مجيئهم، فداخله الخوف على ملكه من هذا المولود الجديد وأضمر له الشر. ثم دعا إليه كهنة اليهود وكتبتهم وسألهم أين يولد المسيح؟ فقالوا له فى بيت لحم اليهودية حسب النبوءات. فقال للمجوس: "اذهبوا إلى بيت لحم، ومتى وجدتم الصبى أخبرونى لكى آتى وأسجد له" . وكان يقول ذلك بمكر، فذهبوا والنجم يتقدمهم. ووجدوا الصبى يسوع وأمه. فسجدوا له وقدموا هداياهم.
يقول الكتاب وفى الوقت ذاته ظهر ملاك الرب فى حلم يوسف، وقال له خذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر. لأن هيرودوس يطلب الصبى ليقتله. ففعل كما أن المجوس رجعوا إلى بلادهم من طريق أخرى، ولم يعرجوا على هيرودوس.
