من الكتب المهمة التى ترجمها المركز القومى للترجمة كتاب "الإسلام الدين الثانى فى أوروبا.. المشهد الاجتماعى والثقافى والسياسى الجديد"، تأليف نخبة من الباحثين تحرير سيرين تى . هنتر تقديم تشارلز بوكانان، ترجمة أحمد الشيمى ومحمد أمين عبد الجواد ومراجعة حسن الشافعى.
ويضم هذا الكتب مجموعة أبحاث ألقيت فى مؤتمر موضوعه "الإسلام فى أوروربا" برعاية مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى مدينة لشبونة البرتغالية بأقلام نخبة من الباحثين فى شئون الإسلام فى أوروبا والورلايات المتحدة، وممثلين عن المفوضية الأوروبية.
فى المقدمة ترى الكاتبتان (شيرين تى . هنتر، وسيمون سرفاتي) أن وجود الإسلام فى أوروبا يشكل تحديا، خاصة من قبل هؤلاء الذين يبحثون عن هوية أوروبية إسلامية، مما جعل الأوروبيين ينظرون إلى المسلمين على أنهم عبء ثقيل على المجتمعات المضيفة، لأنهم - من جهة - يصعب دمجهم فى تسيج المجتمع الأوروبى، ومن جهة أخرى يصبحون فى كثير من الأحيان هدفا لاستقطاب الدول الإسلامية الأصلية لغايات خاصة، ربما من أجل الضغط على الدول الأوروبية لتبنى مواقف سياسية معينة، مما يجعل الدول الأوروبية تشك فى ولائهم، وترتاب فى إخلاصهم، وهنا تتساءل الكاتبتان: هل يخضع وجود المسلمين فى أوروبا لتلك الدائرة الشريرة من الرفض والحرمان والغربة والسلوك المعادى للمجتمع؟
ويرصد الكتاب أيضا الكثير من أنشطة المسلمين، ويوفر الكثير من الإحصاءات التى يحتاج إليها المسلمين فى الشرق، كما يحتاج المسلمون فى الشرق إلى من يخبرهم عن طبيعة وجود هؤلاء المسلمين فى الغرب: هل وجود قوى أم ضعيف؟ هل هو وجود إيجابى أم سلبى؟ هل هو وجد يضر بمصالح المسلمين فى الغرب والشرق على السواء أم هو وجود يصب فى مصلحة المسلمين فى الشرق والغرب على السواء؟
ومن البلاد التى توقف عندها الكتاب "المملكة المتحدة" والتى تعد من أكبر المجتمعات فى أوروبا، فقد بدأت أول هجرة للمسلمين على نطاق واسع إلى المملكة المتحدة أواخر الخمسينيات، وكان أغلب المهاجرين المسلمين من شب القارة الهندية وقبرص بعد الاضطرابات السياسية فى شبه الجزيرة فى عام 1957.
وكان عدد المسلمين فى بريطانيا فى عام 1991 نحو 840 ألف نسمة لكن هذا العدد لا يضم الأطفال. وحسب المعلومات المتاحة مؤخرا نجد أن إجمالى عدد المسلمين البريطانيين يقدر بحالى 1.5 إلى 2 مليون نسمة وهذا معناه أن نسبة المسلمين تتراوح بين 2.7 و6.3% من إجمالى عدد سكان بريطانيا.