كتاب "بياعين الفرح" يؤكد: المجتمع تحكمه التناقضات والمفاهيم الخاطئة

قال العالم الكبير ألبرت أينشتاين "الخيال أكثر أهمية من المعرفة"، وأكد علماء النفس أن الإنسان يشيخ ويكبر عندما تنقطع صلته بالكفاح والهدف والأمل والسعى فى الحياة، وأشار مثل سودانى شهير إلى أنه "بعد العشِا..مافيش خشا"، وغنت المطربة منيرة المهدية، أوائل القرن العشرين طقطوقة شبيهة بذلك المثل قالت فى مطلعها "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، والحقيقة إنه ليس بعد العشا فقط يحلى الهزار، إنما يحلو أيضاً عند قراءة كتاب ساخر يستطيع بسلاسة أن يقدم معلومات فى مجالات عديدة و"يضفرها" بشكل لا يجعلها تتنافر رغم اختلافها عن بعضها، وهذا ما يقدمه كتاب "بياعين الفرح.. حكايات و تأملات"، للكاتب الروائى مكاوى سعيد، و الصادر عن دار العين للنشر. والكتاب يضم مجموعة كبيرة من المقالات والحكايات والتأملات التى تتناول كثير من العوالم المختلفة مثل عالم الطفولة، الأسرة، التأمل، الإرهاب، الفن، الأغنية، والمأكولات أيضاً، وقدم مكاوى سعيد من خلال كل تلك العوالم معلومات مكثفة عن الأغانى و الأفلام القديمة و حياة الفنانين وشخصياتهم، والتراث والأمثال الشعبية.

ولعل أكثر ما يلفت النظر فى هذا الكتاب اهتمام مكاوى سعيد بالطفولة فى حكاياته، بجانب تأملاته التى تتميز بالبعد الفلسفى، وتقديمه رؤى مخالفة وجديدة فى كثير من الأشياء المتعارف عليها وتوضيح الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة لها، فعلى سبيل المثال ناقش فى حكاية تحت عنوان "فى مديح الغراب" ومقالة أخرى بعنوان "الببغاء الذى نعى نفسه"، الأفكار غير السليمة عن الغراب، فيقول مكاوى سعيد، "من الأفكار الخاطئة تفسير مشية الغراب الغريبة التى تشبه القفزات، بأن الغراب فى سالف العصر والأوان أعجبته مشية الطاووس فأراد أن يقلده وفشل، وعندما أراد العودة إلى مشيته الأصلية فشل فى استعادتها لأنه نساها فظل على هذا الحال من التخبط، الغراب الذى ظلم سابقاً باعتباره "نذير شؤم" وإلى وقتنا هذا يتطير منه غالبية الناس وينزعجون من صيحته...ظلمنا الغراب يا سادة وهو من أكثر الطيور حكمة وعمراً".

ويستمر مكاوى سعيد فى كشف المغالطات الموجودة بالتراث، ففى مقالة تحت عنوان "فى ذم الكروان"، يشير "سعيد" إلى تغنى الأدباء والشعراء والفنانين بصوت الكروان والتفاؤل به، وهم لا يلتفتون إلى أن طائر الكروان من أشرس الطيور وأكثرها قسوة ويسلى وقته بكسر بيض الطيور الأخرى فى غفلة منها، بالإضافة إلى أن ذلك الصوت الذى يعتقده الكثير بأنه تسبيح رب الملكوت ما هو إلا صيحات حادة يطلقها فى الظلام ليخدر بها الحشرات والطيور الصغيرة لاصطيادها.

وفى نهاية المقالة يكتب "سعيد"، باختصار يعنى حضرتك تكون جالساً بجوار حبيبتك تتغزل فى محاسنها وتتلمس يديها ويمر بك صوت الكروان فتنتشى أكثر دون أن تدرك أن فى هذه اللحظة بالظبط سينغرس منقار هذا الطائر فى بطن عصفور صغير لم يتعرف على الدنيا بعد". ورغم الروح الساخرة فى معظم المقالات إلا أنها ينطوى بعضها على قضايا شائكة مثل الإرهاب والعنصرية فمقال مثل "لو سمحت نزلنى قدام الكنيسة" والذى يحتوى لقطات من ملف صدر فى مجلة "صباح الخير" لتحية أقباط مصر بعيدهم، فيشير مقال ضمن الملف كتبته أمل فوزى إلى العنصرية والكلاشيهات التى صارت محفوظة ويقولها الناس بتلقائية وهى تحوى ألغاماً مريعة، مثلما يقول شخص "أنا مديرى مسيحى بس راجل محترم جداً"، أو يقول آخر "جارى مسيحى بس ماشوفتش منه حاجة وحشة".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;