سنوات من البحث عن مقبرة كليوباترا دون جديد يذكر، حتى أعلن أمس عالم الآثار الدكتور زاهى حواس أنه بات قريبا من معرفة مكان قبر الملكة كليوباترا، مشيرا فى تصريح لوكالة "تى جى 24"، على هامش مشاركته فى مؤتمر باليرمو الذى عقد مؤخرا إلى أنه حدد موقع الدفن فى "تابوزيريس ماجنا" على بعد حوالى 30 كيلو متر من الإسكندرية.
ونقلت الوكالة عن حواس فى تقرير لها اليوم الأحد، أنه يأمل العثور على مومياء كليوباترا ومارك انطونيو، مرجحا أنهما دفنا معا فى قبر واحد، مضيفا "إنهم قريبون جدا، فنحن نسير على الطريق الصحيح، ولدى أمل كبير فى التوصل لهما والعثور عليهما". وأضاف "نحن نعرف الآن إلى أين نذهب بالضبط للحفر".
وتابوزيريس، تقع غرب مدينة أبو صير الحالية، حيث تضم المدينة أيضا مدينة بلنتين فى الشرق، وكلاهما يعود إلى العصر البطلمى، أعلى هضبة صخرية هائلة تتوسط البحر المتوسط وبحيرة مريوط، بالطريق الساحلى الممتد بين الإسكندرية ومطروح، وتمتد تلك المدينة من الكيلو 45 وحتى الكيلو 49، ويرجح أن المدينة نفسها تعود إلى الحقبة الفرعونية طبقا لبعض الأثار البسيطة التى عثر عليها، حيث يعد معبد تابوزيريس أهم المعالم الأثرية بها، والذى بقيت جدرانه الخارجية حتى الآن، ويبلغ ارتفاع كل من الجدار الشمالى والجنوبى نحو 9 أمتار ويتخللها مدخل صغير، وشيدت جدران هذا المعبد من الحجر الجيرى الضخم والتى استخرجت من المحاجر القديمة التى تشاهد بالمنطقة حاليا.
تقول السيرة التاريخية ان كليوباترا كانت قد اختارت لمقبرة مارك أنطونيو مكانا مقدسا يحمل اسم تابوزيريس ماجنا أى مدينة أوزوريس قرب الإسكندرية، وكان هذا المكان له أهمية كبيرة بالنسبة لكليوباترا لأنها بوصفها ملكة مصر كانت تجسيدا بشريا للإلهة إيزيس زوجة الإله أوزوريس.
ويعود تاريخ المدينة إلى ماقبل العصر البطلمى، نظرا لوجود الآثار الفرعونية فى الغرب كما يشير خرطوش لرمسيس الثاني، كانت مزدهرة فى العصر المتأخر من التاريخ المصرى، وتعود أهمية المدينة التاريخية، حيث يوجد فيها آثار معبد قديم ومحاكاة قديمة لفنار الإسكندرية، ومنذ 2009 يعتقد أن بها دُفنت كليوباترا السابعة ومرقس أنطونيوس.
وجاء الاعتقاد سالف الذكر بعدما أجرى الدكتورة زاهى حواس و كاثلين مارتينز محيط معبد إيزيس منذ ووجدوا رأس منحوتة لرجل وقناع جزئي، يظهر لها غمازة فى الذقن، توحى بمظهر مرقس أنطونيوس، وجدوا النحت بجوار كنز من العملات مرسوم عليها صورة ل كليوباترا السابعة، واعتمادًا على ذلك وعلى رواية بلوتارخ، يعتقدان أنّ كليوباترا السابعة ومرقس أنطونيوس مدفونان فى المنطقة، غالبًا تحت معبد إيزيس.
تطورت المنطقة الى مدينة رائعة خلال عصر الامبراطور البيزنطى جستيتيان "527- 565"م، وأقيمت بها حمامات وأسواق ومنازل ، كما أقام بها الإمبراطور قصرا حكوميا نظرا لازدهار سوق هذه المدينة تجاريا ، وعثر على أدوات عبادة الألهة إيزيس مؤخرا بالمكان، ويوج بها حمام منحوت فى الصخر على التصميم الإيطالى، و الفنار يشبة فنار الإسكندرية القديم ومكون من 3 طوابق.