يمثل يحيى حقى علامة مهمة وفارقة فى الأدب المصري، واليوم تمر ذكرى ميلاده حيث ولد فى 17 يناير عام 1905 وقد شهد ميلاد أنواع أدبية ونضوج تلك الأنواع التى تمثل أحد أنواعها الرواية من كتابات جرجى زيدان التاريخية ومقامات المويلحى وترجمات المنفلوطي، حتى أول رواية مصرية ناضجة لمحمد حسين هيكل.
ومثل "يحيى حقى" حلقة الوصل بين جيل الريادة وجيل التجديد فيما بعد من كتاب الستينيات والسبعينيات، وكان حقى شاهدًا فى خلال تلك الفترة على سقوط مذاهب وصعود مذاهب، جاءت فى طيات تغيرات اجتماعية التى واكبت رحلة حقى من ثورة 19 مرورًا والحربين العالمية الأولى والثانية وثورة يوليو وما بعدها حتى اعتزال يحيى حقى الكتابة عام 1971 بعد غلق السادات لمجلة "المجلة" التى كان يرأس تحريرها، بعد أن قدم فيها فتح الكتابة فيها لعدد من المواهب أمثال إبراهيم أصلان.
أثرى حقى الأدب بأعمال واتسمت بالقلة فإنها تبوأت مكانة مرموقة بين الكتابات المميزة لعل أهمها قنديل أم هاشم التى أثارت جدلاً كبيرًا ولاقت اهتمام النقاد والأكاديميين منهم الدكتور عبد الفتاح عثمان فى دراسته المهمة الصراع الحضارى فى الرواية العربية، وينقل لنا الكاتب الصحفى سعيد الشحات فى زاويته التاريخية «ذات يوم» بانفراد الجمعة، 09 ديسمبر 2016 فى ذكرى وفاة حقى ما حدث بعد تأليف يحيى حقى لـ"قنديل أم هاشم" فى أربعينيات القرن الماضى ونجاحها الكبير، حين استدعاه أحمد حسانين باشا، رئيس الديوان الملكى للملك فاروق، ووفقًا للمقدمة، التى كتبها «محمد روميش» للسيرة الذاتية لحقى: «خليها على الله» عن «دار الهلال - القاهرة»: «ظن بطيب نيته أنه سيستمع إلى كلمة تحية وتقدير، فتأنق، وذهب، وهناك كان أحمد حسنين باشا واقفا بقامته المديدة، إلى جوار مكتبه، ولمح يحيى حقى على المكتب نسخة من «قنديل أم هاشم» وتحدث حسانين - غالبًا فى ضيق: «إيه ده يا يحيى مش لاقى غير الفقرا، تكتب عنهم، يا أخى شوف نجيب الريحانى عنده، الفقرا ياكلوا فجل، يتكرعوا تفاح".
يواصل الشحات نقلاً عن «روميش»: "انتهت المقابلة لتقول أشياء كثيرة يرصدها «روميش» فى أن حقى يكتب عن الفقراء، إلا أن القضية ليست هنا، فإن نجيب الريحانى أيضًا يقدم الفقراء على مسرحه، الاختلاف أن يحيى حقى يكتب عن الفقراء بصدق، إنه لا يدلس على الفقراء، وما أزعج السلطات فى أعلى قمتها ممثلة فى رئيس الديوان الملكى، أن يحيى حقى يقول إن للفقراء الحق فى حياة إنسانية كريمة، ولنقل إن للفقراء حقًا فى ثروة بلدهم".
وقدم يحيى حقى أعمالاً قصصية أخرى «يحيى حقى صح النوم و«دماء وطين»، و«أم العواجز»، و«خليها على الله»، و«عطر الأحباب»، والبوسطجى وسارق الكحل»، إلى جانب أعماله النقدية وأهمها كتاب فجر القصة المصرية".
تميزت علاقات حقى بالآخرين بالدفء، فكان يبتعد عن المعارك الأدبية إلا لمامًا، لذلك كان بين تلاميذه مثل علاقة المعلم بحوارييه، «انفراد» ترصد هذه العلاقة من خلال رصد ما قاله عنه تلاميذه وأصدقائه ومن أجروا دراسات عنه.
رجاء النقاش
يقول رجاء النقاش عن يحيى حقى فى كتابه «يحيى حقى.. الفنان والإنسان والمحنة»: «إذا قرأت صفحات حياته المختلفة فلن تجد فيها موقفًا واحدًا يمكن أن يثير الوم أو النقد، فهى حياة نظيفة منتجة تتميز بالحكمة والصبر والموهبة والتنوع والعمل الهادئ العميق».
ويرى رجاء النقاش أن يحيى حقى لم يسع يومًا إلى أن يكون صاحب سلطان أو نفوذ، فإن ساقت إليه الظروف منصبًا من المناصب أحال المنصب إلى خدمة الناس ولم ينظر فيه إلى أى مصالح خاصة.
ووعن علاقة حقى بالجيل الجديد يقول النقاش: «مد يده إلى أبناء الأجيال الجديدة دون ضيق أو ضجر، فأعطاهم الكثير من وقته ورحابة صدره، وقرأ أعمالهم فى صبر شديد، وقدم للكثيرين منهم بمقدمات تفيض بالحنان والفهم والذكاء وقدرة الأستاذ المحب على التوجيه والتنوير».
نجيب محفوظ يهدى «حقى» نوبل
فى كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» يقول نجيب محفوظ: «حينما فزت بجائزة فزت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وقلت لأول من سـألنى عمن يستحق الجائزة من الأدباء العرب فوضعت اسم «حقى» فى المقدمة، كما أننى أهديت له الجائزة باعتباره واحدا من الأدباء الكبار الذين يستحقونها عن جدارة»، ويذهب محفوظ إلى آن حقى أبو القصة القصيرة القصيرة فى مصر والعالم العربى.
بورتريه خيرى شلبي
ويرى خيرى شلبى أن يحيى حقى "كان جبل إذ تُبصره عيناك يخيل إليك أنه قصير القامة، وأنك فى صعود إليه بعد مشوار سهل قصير، خاصة وأن الطريق إليه ممهد ومسلّ إلى أقصى الحدود، وحافل بالأزاهير والروابى الخضر، والأريج، وقمة الجبل تمتص ضوء الشمس لتعكس كل ألوان الطبيعة المصرية الحنون العاقلة الجميلة".
ومثل "يحيى حقى" حلقة الوصل بين جيلى الريادة وجيل التجديد فيما بعد من كتاب الستينات والسبعينيات، وكان حقى شاهدا فى خلال تلك الفترة على سقوط مذاهب وصعود مذاهب، جاءت فى طيات تغيرات اجتماعية التى واكبت رحلة حقى من ثورة 19 مرورا والحربين العالمية الأولى والثانية وثورة يوليو وما بعدها حتى اعتزال يحيى حقى الكتابة عام 1971 بعد غلق السادات لمجلة "المجلة" التى كان يرأس تحريرها، بعد أن قدم فيها فتح الكتابة فيها لعدد من المواهب أمثال إبراهيم أصلان.
أثرى حقى الأدب بأعمال واتسمت بالقلة فإنها تبوأت مكانة مرموقة بين الكتابات المميزة لعل أهمها قنديل أم هاشم التى أثارت جدلا كبيرا ولاقت اهتمام النقاد والأكاديميين منهم الدكتور عبد الفتاح عثمان فى دراسته المهمة الصراع الحضارى فى الرواية العربية، وينقل لنا الكاتب الصحفى سعيد الشحات فى زاويته التاريخية «ذات يوم» بانفراد الجمعة، 09 ديسمبر 2016 فى ذكرى وفاة حقى ما حدث بعد تأليف يحيى حقى لـ"قنديل أم هاشم" فى أربعينيات القرن الماضى ونجاحها الكبير، حين استدعاه أحمد حسانين باشا، رئيس الديوان الملكى للملك فاروق، ووفقًا للمقدمة، التى كتبها «محمد روميش» للسيرة الذاتية لحقى: «خليها على الله» عن «دار الهلال - القاهرة»: «ظن بطيب نيته أنه سيستمع إلى كلمة تحية وتقدير، فتأنق، وذهب، وهناك كان أحمد حسنين باشا واقفا بقامته المديدة، إلى جوار مكتبه، ولمح يحيى حقى على المكتب نسخة من «قنديل أم هاشم» وتحدث حسانين - غالبًا فى ضيق: «إيه ده يا يحيى مش لاقى غير الفقرا، تكتب عنهم، يا أخى شوف نجيب الريحانى عنده، الفقرا ياكلوا فجل، يتكرعوا تفاح».
يواصل الشحات نقلا عن «روميش» انتهت المقابلة لتقول أشياء كثيرة يرصدها «روميش» فى إن حقى يكتب عن الفقراء، إلا أن القضية ليست هنا، فإن نجيب الريحانى أيضا يقدم الفقراء على مسرحه، الاختلاف أن يحيى حقى يكتب عن الفقراء بصدق، إنه لا يدلس على الفقراء، وما أزعج السلطات فى أعلى قمتها ممثلة فى رئيس الديوان الملكى، أن يحيى حقى يقول بأن للفقراء الحق فى حياة إنسانية كريمة، ولنقل إن للفقراء حقا فى ثروة بلدهم».
وقدم يحيى حقى أعمالا قصصية أخرى «يحيى حقى صح النوم و«دماء وطين»، و«أم العواجز»، و«خليها على الله»، و«عطر الأحباب»، والبوسطجى وسارق الكحل»،إلى جانب أعماله النقدية وأهمها كتاب فجر القصة المصرية».
تميزت علاقات حقى بالآخرين بالدفء، فكان يبتعد عن المعارك الأدبية إلا لماما، لذلك كان بين تلاميذه مثل علاقة المعلم بحوارييه٫ «انفراد» ترصد هذه العلاقة من خلال رصد ما قاله عنه تلاميذه وأصدقائه ومن أجروا دراسات عنه.
رجاء النقاش
يقول رجاء النقاش عن يحيى حقى فى كتابه «يحيى حقى .. الفنان والإنسان والمحنة»: «إذا قرأت صفحات حياته المختلفة فلن تجد فيها موقفا واحدا يمكن أن يثير الوم أو النقد، فهى حياة نظيفة منتجة تتميز بالحكمة والصبر والموهبة والتنوع والعمل الهادئ العميق».
ويرى رجاء النقاش أن يحيى حقى لم يسع يوما إلى أن يكون صاحب سلطان أو نفوذ، فإن ساقت إليه الظروف منصبا من المناصب أحال المنصب إلى خدمة الناس ولم ينظر فيه إلى أى مصالح خاصة.
ووعن علاقة حقى بالجيل الجديد يقول النقاش: «مد يده إلى أبناء الأجيال الجديدة دون ضيق أو ضجر، فأعطاهم الكثير من وقته ورحابة صدره، وقرأ أعمالهم فى صبر شديد، وقدم للكثيرين منهم بمقدمات تفيض بالحنان والفهم والذكاء وقدرة الأستاذ المحب على التوجيه والتنوير».
نجيب محفوظ يهدى «حقى» نوبل
فى كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» يقول نجيب محفوظ: «حينما فزت بجائزة فزت بجائزة نوبل فى الأدب عام 1988، وقلت لأول من سـألنى عمن يستحق الجائزة من الأدباء العرب فوضعت اسم «حقى» فى المقدمة، كما أننى أهديت له الجائزة باعتباره واحدا من الأدباء الكبار الذين يستحقونها عن جدارة»، ويذهب محفوظ إلى آن حقى أبو القصة القصيرة القصيرة فى مصر والعالم العربى.
بورتريه خيرى شلبي
ويرى خيرى شلبى أن يحيى حقى "كان جبل إذ تُبصره عيناك يخيل إليك أنه قصير القامة، وأنك فى صعود إليه بعد مشوار سهل قصير، خاصة وأن الطريق إليه ممهد ومسلّ إلى أقصى الحدود، وحافل بالأزاهير والروابى الخضر، والأريج، وقمة الجبل تمتص ضوء الشمس لتعكس كل ألوان الطبيعة المصرية الحنون العاقلة الجميلة".