إذا ذكر اسم الحاكم بأمر الله، فلعل أول ما يأتى فى الذاكرة، الحاكم بأمر الله الفاطمى، الخليفة الفاطمى السادس، والذى تولى الحكم من 996م إلى 1021م، وأشتهر بعدد من المراسيم التاريخية والتى لازالت متداولة على ألسن العامة حتى الآن مثل منعه أكل الملوخية والبقلة المسماة بالجرجير، وأن لا يباع شيء من السمك بغير قشر، وأن لا يصطاده أحد من الصيادين.
لكن بعيدا عن الحاكم بأمر الله الفاطمى هناك أكثر من حاكم مسلم حملوا نفس اللقب، منهم اثنين من خلفاء الدولة العباسية.
الأول هو الحاكم بأمر الله الأول: أبو العباس أحمد بن أبى على الحسن بن أبى بكر بن الحسن بن على القبى، ابن الخليفة المسترشد بالله، ويعد أول الخلفاء العباسيين بعدما تم نقل عرش الدولة إلى القاهرة فى عصر دولة المماليك وبالتحديد السلطان الظاهر بيبرس، فعندما تم احتلال بغداد، طلبه الظاهر بيبرس قدم إلى القاهرة ومعه ولده وجماعة، فأكرمه بيبرس، بايعوه بالخلافة، وامتدت أيامه، وكانت خلافته لأكثر من أربعين سنة، وأنزل الظاهر بيبرس بالبرج الكبير بالقلعة، وخطب بجامع القلعة مرات عدة.
أما الثانى، وهو الحاكم بأمر الله الثاني: أحمد بن سليمان المستكفي بالله، (مات سنة 1352) فكان خليفة عباسي بين(1341 – 1352)، وتولى الخلافة لما مات أبوه بقوص، حيث تذكر المراجع ان الخليفة المستكفى المتوفى بقوص أوصى بالخلافة من بعده لولده أحمد، وأشهد عليه أربعين، وثبت ذلك عند نائبى مدينة قوس، فخلع السلطان إبراهيم الذى كان تولى الحكم مباشرة بعد المستكفى وبايع القضاة أحمد، ولقبوه بالحاكم نسبه إلى جده الحاكم بأمر الله الأول.