اختار جناح الأزهر الشريف، المشارك فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، هذا العام بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، بعد اختياره "شخصية الجناح"، نظرا لاسهاماته الجليلة في النهوض بالأزهر الشريف، وسعيه الدائم للتجديد والتطوير، حيث يعد من أبرز من تولوا مشيخة الأزهر، وأول من حمل لقب "الإمام الأكبر"، ويوصف بـ "إمام التقريب"، لدوره البارز في التقريب بين المذاهب الإسلامية.
يُشارِك الأزهر الشريف للعام الثالث على التوالى بجناحٍ خاصٍّ فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى تنطلق فعاليات دورته الـ 50، يوم الثلاثاء المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، حيث يقع الجناح بقاعة التراث بالمعرض، وتصل مساحته لنحو ألف متر، ويشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.
والإمام محمود شلتوت من مواليد مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، فى 23 أبريل 1893م، وتوفى فى 12 فبراير 1963، نال إجازة العالمية سنة 1918م، وعين مدرساً بالمعاهد ثمّ بالقسم العالي ثمّ مدرساً بأقسام التخصص، ثمّ وكيلاً لكلية الشريعة، ثمّ عضواً في جماعة كبار العلماء، ثمّ شيخاً للأزهر سنة 1958م، وكان عضواً بمجمع اللغة العربية سنة 1946م.
عرض عليه التعيين وكيلاً للأزهر مرتان، الأولى عام 1950 ورفضها بسبب اشتراط الملك فاروق عليه التخلي عن الخطابة والتدريس بمسجد الأمير محمد على الصغير في المنيل، وعين في الثانية وكيلاً للأزهر عام 1958، وبعدها بعام تولى مشيخة الأزهر.
كان الإمام الراحل أول من يحصل على لقب الإمام الأكبر، لكن مع صدور القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاص بتطوير الأزهر، تم إلغاء هيئة كبار العلماء وحل بدلًا منها مجمع البحوث الإسلامية، وبمقتضى هذا القانون أصبح شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأى فيما يتعلق بالشؤون الدينية ويتم تعيينه بقرار من رئيس الجمهورية من بين أعضاء المجمع.
ويعتبر الشيخ محمود شلتوت، من المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية لاسيما بين السنة والشيعة، ولعل من أبرز فتاويه جواز التعبد على أي مذهب من المذاهب الإسلامية التي عرفت أصولها ونقلت نقلاً صحيحًا ومنها مذهب الشيعة الإمامية.
ومن مؤلفاته: " فقه القرآن والسنة، مقارنة المذاهب، الإسلام عقيدة وشريعة، تفسير القرآن الكريم (الاجزاء العشرة الآولى)، تنظيم العلاقات الدولية الإسلامية، الإسلام والوجود الدولي للمسلمين، وصدر قبل وفاته قانون إصلاح الأزهر سنة 1961م.