صدر حديثا عن دار العين للنشر كتاب "أوراق القضية 805.. مقتل الأنبا إبيفانيوس" للشاعرة والكاتبة الصحفية سارة علام، ويشارك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى جناح b14 صالة 1.
وجاء فى مقدمة الكتاب:
قد يتساءل القارئ عن الذى يدفع صحفية مسلمة للكتابة فى شئون الكنيسة، وهو السؤال الذى واجهته طوال رحلتى الصحفية فى السنوات الفائتة، ولم تكن لدى إلا إجابة واحدة وهى أن الصحفى لا دين له؛ إذ أن انحيازه الأول والأخير للحقيقة لا لشئ آخر، وإن كانت الكنيسة قد استهوتنى ودخلت فى أجندة اهتماماتى منذ بداية عملى فى الصحافة، فلم يكن ذلك بعيدًا عن تكوينى ونشأتى فى مجتمع مسيحى فى صعيد مصر عضدته بالدراسة والبحث والقراءة فى التاريخ الكنسى واللاهوت والعقيدة، وكانت الرحلة أشبه بالسير فى الصحراء، كلما ظننت إنك قد اقتربت من الوصول لاحت لك جبال أكثر عليك العبور من بينها لتصل، ولكننى أدين لتلك الرحلة بالكثير، فقد علمتنى قيمة الفهم وثمن العلم، ودفعتنى للتخلى عن الكثير من عاداتى الشخصية السيئة كالتسرع للحاق بمطابع الصحف.
الحقيقة فى الملف القبطى تحتاج إلى تأن وإلى الكثير من القراءة والبحث والصبر والتحليل، وهى عمل تراكمى لا يأتى الكاتبَ بين يوم وليلة إنما قد يستغرق عمرًا بأكمله، إلا أن تلك التجربة الصحفية على صعوبتها لم تخلُ من المتعة، متعة الكشف عن جوانب خفية، متعة الرؤية بغية الوصول، متعة يتداخل فيها السياسى والتاريخى والدينى والاجتماعى بشكل يجعل الصحفى أقرب من أى وقت مضى لما يدور فى مجتمعه وهو يرى من زاوية نظر قد لا تتاح لغيره.
