قال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، لكتاب الرواية فى العالم العربى، إنه عليكم أن تدركوا خطورة اللحظة الراهنة، قبل أن يفوتكم قطار التغيير، وذلك فى ظل ما يشهده عالمنا اليوم، من سرعة التغيرات، التى تفرض علينا أن نطرح السؤال الأهم حول علاقة السرد العربى بهذه المتغيرات اليوم.
جاء ذلك خلال الندوة، التى عقدت مساء اليوم، الخميس، ضمن فعاليات الصالون الثقافى، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2019، فى دورته الخمسين، وعقدت الندوة تحت عنوان "السرد العربى"، وتحدث فيها كل من: الكاتب الليبى إبراهيم الكونى، الكاتبة المصرية مى التلمسانى، الكاتب المصرى وحيد الطويلة، الناقد المصرى عادل ضرغام، والكاتب السودانى حمور زيادة، والمغربى أنيس الرافعى.
وقال الدكتور صلاح فضل، إن كاهن الأدب والرواية الحديثة، الكاتب الكبير إبراهيم الكونى، سألنى ما هو موضوع هذه الندوة؟، ورأى "فضل" أنه وفقا لما يشهده وطننا العربى فى العقد الأخير المشحون بالتوترات، على عكس بداياته، التى كانت مشحونة بالآمال، وطموح المثقفين إلى أن تحدث فى أوطاننا عمليات التحول، فإن الحوار فى هذه الندوة سيكون محتدما من خلال طرح عدة أسئلة للمتحدثين.
وطرح صلاح فضل على الكتاب المتحدثين فى الندوة، عدة أسئلة كان أبرزها: ما الذى ننتظره فى أوطاننا بعد نكبات ثورات الربيع العربى، وما هى علاقة الرواية العربية بواقع العالم السريع الذى نعيشه، والتغيرات التى تحدث بشكل متسارع.
كان أول المتحدثين، هو الكاتب الليبى إبراهيم الكونى، والذى قال: إن كلمة التغير عندما تطلق فى عالمنا العربى المؤدلج، فإن أول ما يقف أمامها هو السياسية، وعلى الرغم من أن سؤال التغيير هو سؤال وجودى، وأن السياسية جزء منه، إلا أن الأخيرة هى التى تسيطر على الأساس.
وقال إبراهيم الكونى، إننى لا أكتب من أجل السعادة، ولا أكتب من أجل أن أغير أحدا، بقدر ما أكتب من أجل أن أتغير أنا شخصيا، ولذا فعندما نكتب من أجل تغيير العالم، ونجده يهزمنا، فإن أسباب هذه الهزيمة، هى أن العالم انعكاس لنا، ولهذا فلا بد أن نغير ما بأنفسنا أولا، كما يقول الله.
وقال الكاتب السودانى حمور زيادة، إ قضية التغير، والحرية، بالنسبة للسارد، هى قضية مهنية جدا، فكل كاتب منا مهدد، ليس فقط بالسجن، أو القتل بالرصاص، فكل كاتب منا، يريد الحرية لوطنه، ولبلدان العالم العربى، وبالنسبة لى، فإن حركة التاريخ لا تتوقف، ولكن فى النهاية، فإن المواطن الأوروبى حاز على حقوق وحرية لم نحصل عليه.
ورأى حمور زيادة، أن السارد يحتاج دائما إلى الحرية والمناخ الديموقراطى، وكما أنه يريد أن يغير ذاته، ويريد أن يغير الآخر، فى إطار الرؤية المتبادلة بين الطرفين، ولا أعتقد أن هناك كتابا واحدا يمكن أن يغير العالم، إلا إذا كان كتابا مقدسا، فالعملية فى النهاية، هى عملية تراكمية.
وقال الناقد الدكتور عادل ضرغام، إن قارئ السرد العربى فى الثلاثين عاما الأخيرة، لديه وعى بالشكل الجديد للرواية التاريخية، والهم الأساسى فى هذه الروايات، هو وهم الهوية العربية، ولقد أصبح لدينا نسخا عديدة من التاريخ بفضل الرواية، التى لا تسعى إلى إعادة تقديم التاريخ نفسه، بقدر ما تعيد قراءته من خلال شخصياته.
أما الكاتب وحيد الطويلة، فقد شهادة حول واقع الكتابة فى عالمنا العربى اليوم، وأثر الجوائز العربية على مختلف أنواع السرد، وما يشهده عالم الإبداع من تناقضات عديدة.
أما الكاتبة مى التلمسانى، فقدت شهادة عن تجربتها الإبداعية، وأعمالها، وعلاقة جيل التسعينيات بالإبداع، وكيف أن هذا الجيل، انسحب إلى عالم الكتابة ليصنع ثورته الخاصة.