يستهدف مشايخ التطرف المرأة، فيسعون دائما لإخافتها والتقليل منها ووضعها فى مرتبة لا تليق بها، ونحن نظن أن ذلك مجرد "رؤية ذكورية" ضد المرأة، لكن فى الحقيقة فإن الأمر يتجاوز ذلك ويصبح "عقيدة" اجتماعية تقوم على فكرة استغلال المرأة لصناعة نشء متوافق مع أفكارهم المتطرفة.
يسعى المتطرفون فى كتبهم وفتاويهم إلى وضع المرأة داخل دائرة من الخوف لأنهم يعرفون أنها المسئولة عن التربية، لذا يحاصرونها بالحلال والحرام، ويخوفونها من التأثر بالغرب، طوال الوقت حتى تصنع جيلا "مغلقا" لا يقرأ لا يسمع لا يسأل.
كما يسعى المتطرفون فى كتبهم وفتاويهم للهجوم على المرأة لأنهم يعرفون أنها مؤشر المدنية فى المجتمع، فهى التى يمكن لها من طريقة حياتها وحضوررها ومشاركتها فى الأمور العامة والقضايا السياسية أن نعرف أين يقف المجتمع من المدنية.
كما أن المرأة هي دليل الحضارة فى الحياة فهى التى تحافظ على الطقوس الاحتفائية، فأعياد الميلاد وعيد الأم صناعة نسائية، وحتى الأعياد الدينية فإن المرأة هى التى تمنحها "بريقها" وتحولها من طقوس دينية "صرف" إلى حالة اجتماعية من الفرح والبهجة الخالصة.
والمرأة، أيضا، هي صانعة التراحم فى الحياة، هى الحريصة على العلاقات الاجتماعية، وبدونها سوف تغلق البيوت أبوابها، ولن يعرف الرجال أحوال إخوانهم ولا جيرانهم، لذا يسعى المتطرفون لإغلاق كل ذلك حتى نعيش جميعا فى قرى مغلقة منتظرين الموت.
وكلنا يعرف أن المتطرفين يسعون لصناعة جيوش من البشر تحمل أفكارهم ويطارودنا بها، ويعرفون أن المرأة هى الأكثر عاطفية والأكثر رغبة فى رضا الله، لذا يستغلون كل ذلك ويملأون عقلها بالخوف ويتهجمون عليها ويرعبونها بالحق والباطل .
وقد رصد انفراد خلال تجوله فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الذهبية عددا من الكتب التى تهاجم المرأة وتقلل من قيمتها ومنها:
"أحاديث نبوية مختارة.. لأخت الإسلام والطهارة"
فى الوقت الذى تسعى فيه المرأة للحصول على كافة حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية بشكل مساو للرجال منذ عقود طويلة، نجد كتبًا تدعوها بالعودة للخلف در وتضرب بكافة حقوقها عرض الحائط، والغريب أن نجد ذلك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ50، التى تقام بأرض المعارض بالتجمع الخامس.
ومن هذه الكتب كتاب "أحاديث نبوية مختارة لأخت الإسلام والطهارة" لـ أبو عبد الرحمن سعد السيد الشال، وهو موجود فى صالة 4، فى دار عباد الرحمن، بمعرض الكتاب .
وقبل أن يقوم أبو عبد الرحمن سعيد السيد الشال، بتقديم الأحاديث النبوية، قام باختيار عناوين لها ثم لوى عنق الأحاديث لتتماشى مع عناوينه ومن بين هذه العناوين "المسلمة تراعى خاطر زوجها فتستأذنه فى التصرف بمالها"، ومن بين العناوين الأخرى التى قدمها أبو عبد الرحمن، "المسلمة الواعية تكير من الصدقة لأن النساء أكثر إثما، وأيضا قدم عنوان "لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر زوجها" .
الحياة البرزخية للنساء
قدمت مكتبة التوفيقية، فى صالة 4، باليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بدورته الـ 50 فى مركز المعارض بالتجمع الخامس، كتاب "الحياة البرزخية للنساء" لـ مجدى فتحى السيد، الذى يعتمد على أسلوب الترهيب والتخويف، فهو يتحدث عن العذاب الذى ستشاهده المرأة وتشعر به النساء المسلمات وقت دفنهن فى القبور إذا لم تتبع التقوى والعمل الصالح!؟
ويتحدث مجدى فتحى السيد، أن هذا الكتاب جاء فى وقت طغت فيه الماديات حتى بدأ للبعض الخوض والرفض لبعض الغيبيات، حيث إنه يعمل ليأخذ بيد المرأة المسلمة لمعرفة الحياة البرزخية التى ستكون روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.