راحت عليها ولا إيه.. فين كتب التنمية البشرية فى معرض القاهرة للكتاب

فى الفترة الأخيرة احتلت كتب التنمية البشرية مكانة رفيعة فى قوائم الأكثر مبيعا، واحتلت بعض العناوين صدارة تلك القوائم فى عدد كبير من دور النشر والمكتبات المصرية، فى مشهد اعتبره البعض ظاهرة على الساحة الثقافية المصرية. وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث يحرص القراء من مختلف الفئات والأذواق الأدبية المختلفة، على اقتناء العناوين التى قد يحتاجونها للقراءة طوال العام، نظرا للتخفيضات الكبيرة التى تقدمها دور النشر، ويبقى السؤال ما هى دور النشر التى تقدم تلك النوعية من الكتب، وهل ما زالت تلك الكتابات تجذب شريحة واسعة من القراء، أم أنها بلغة الشارع "راحت عليها". فى اليوبيل الذهبى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى يقام للمرة الأولى بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، تعددت دور النشر التى تنشر تلك الأعمال، فدور مثل "الصحفى والكرمة والدار المصرية اللبنانية ومكتبة الشروق، والرسم بالكلمات، ودون" تقدم بعض العناوين من التنمية البشرية، والتى جذب بعضها شريحة كبيرة من الشباب، مثل كتاب "الوصية" للكاتب الشاب ومدرب التنمية البشرية حسام هيكل، والذى اصطف الشباب حوله فى طوابير أثناء توقيعه كتابه الجديد بجناح دار دون بقاعة 1 بمعرض الكتاب، إلى جانب كتاب "قوة التفكير الإيجابى" للدكتور وفاء محمد مصطفى، فى صالة 1 جناح A5 والصادر عن دار الصحفى للنشر والتوزيع. وتأتى دور مثل دار تويا للنشر والتوزيع ودار أجيال للنشر، لتقدم أكثر من عنوان فالأول تقدم عناوين الدكتور محمد طه "علاقات خطرة"، "الخروح عن النص"، وكتاب سفاح الفات للكاتب إسلام إدريس، فيما تقدم دار أجيال أعمال الكاتب كريم الشاذلى كاملة، والكاتب وحيد مهدى، واللافت للنظر هو أن جميع العناوين الماضية تحتل قوائم الأكثر مبيعا فى دور النشر الناشرة لها. الناشر أحمد الشاذلى، مدير دار أجيال للنشر، أكد أنه اتجه لنشر كتب التنمية البشرية، بعدما اتجه لها قطاع كبير من الشباب، خاصة أنه فى الأعوام الأخيرة نشرت العديد من الأعمال الأدبية الضعيفة التى لم تلق أى اهتمام من الجمهور. وأضاف "الشاذلى" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" أن الشباب فى مرحلة المرهقة تكون لديه أسئلة كثيرة، لذلك يعتقد بأن كتب التنمية البشرية تقدم لهم إجابات، كذلك فى هذه النوعية من الكتب، تفيدهم وتجعل لديهم مخزون معلوماتى وثقافى كبير. ولفت مدير دار أجيال للنشر إلى أنه رغم استهدافه الشباب من سن 15 إلى 30 عاما، لكن يتفاجأ بأن بعض الفئات الأكبر سنا تحرص على اقتناء مثل هذه الكتابات، وأتم موضحا "كتب التنمية البشرية موجودة منذ بداية صناعة الكتاب، وستظل تجذب جمهور القراء خاصة من الشباب ولن يختفى أن يقل الاهتمام بها. فيما قالت الناشرة منى سيد حسن، صاحبة دار الصحفى للنشر والتوزيع، والتى تصدر عدد من كتب التنمية البشرية منها "قوة الطاقة الإيجابى وماذا يقول الناس عنى وقوة التفكير الإيجابى"، إن نوعية هذه الكتب تعطى الكثير من التفاؤل والأمل، كما أنها تساعد الكثير من الشباب على اجتياز مراحل صعبة فى حياتهم. وأوضحت منى سيد حسن أن كتب التنمية البشرية تقدم الحلول الكثيرة لمواقف حياتية يتعرض لها الأشخاص يوميًا، وتعمل على تنمية وتطور المهارات لدى الأشخاص، وهذا يمكن من مفهوم هذا العلم، سواء فى التعامل المباشر أو غير المباشر مع الآخرين، بالإضافة أن علم التنمية البشرية يساعد الإنسان من خلال قدراته من الوصول إلى الارتقاء بمستوى مرتفع من الإنتاج والدخل. وكانت الدكتورة بسمة سليم، أخصائى الصحة النفسية والتنمية البشرية، قالت فى تصريحات سابقة، إن كتب التنمية البشرية لها أبعاد نفسية على الجمهور، مثل ظاهرة لاعب الكرة التى يلتف حوله المشجعون، أو الحدث المعين الذى يصبح حديث الشارع، لافتة إلى أن أول من أدخل تلك الظاهرة عند القراء كان الدكتور الراحل إبراهيم الفقى، والذى ساعد على زيادة الوعى لدى عدد كبير من القراء كانوا مفتقدين لمثل هذه الكتابات. وأوضحت بسمة سليم أن الشباب هى الأكثر اهتماما بذلك النوع، ويظهر الاهتمام به عندما يمر الشخص بإحباط ويحتاج أن يخرج من هذا الحالة، وهناك طريقان أما الاستسلام للإحباط أو أن يساعد نفسه، ويبحث عن مخرج لمساعدة نفسه، ومن يقوم بذلك هو الشخص المتزن والمتقبل لذاته، وأن مثل هذه الكتب يستطيع القارئ من خلالها معرفة نجاحه ويستطيع تحديد مشاكله وتحديد سبب كل منها.