يقتحم رضوان آدم، فى المتوالية القصصية "دبيب النجع"، والصادرة عن دار روافد، أرضًا غير مطروقة فى قصصه الجديدة، حيث يقدم عالمًا جديدًا وغريبًا تتلاشى فيه المساحة الفاصلة بين الواقع والخيال فى عالم الجنوب، وهو نفس العالم، بطقوسه وأفكاره الاعتقادية، الذى كان مسرحًا لمجموعته القصصية الأولى (جبل الحلب).
فى "دبيب النجع" يختار المؤلف الواقعية السحرية كوسيلة لتناول عالم الجنوب الثرى، وهو خيار طبيعى لتوصيف جماعة شعبية يعيش أفرادها الأسطورة وينتجونها. والمتوالية تتكون من عشر قصص منها قصة الدبيب والشلن والأخرس ومحبوب والشمس وقصة طويلة بعنوان "جناب الخديوى".
وألقت مجموعته القصصية السابقة الضوء على "الحلب" وهم جماعة من الغجر، يعيشون في منطقة جبلية نائية جنوب مصر، ورصدت عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الخاصة. وفيها يقدم لنا المؤلف بنية اجتماعية معزولة، تعيش على الهامش، وتستقى مفرداتها الحياتية من الماضى، مع شخصيات تعيش الأسطورة وتنتجها.
ولأن الأسطورة أهم آليات الواقعية السحرية فى التفاعل مع الواقع وفهم دوافع الإنسان، فإن القاص يعمد إلى توظيف طاقتها الرمزية كإطار مرجعى، فى مشروعه القصصي.
ومن يقرأ العملين يجد أن رضوان آدم يوظف أيضًا الفانتازيا، إلى جانب الأسطورة، من أجل تفكيك الواقع وإعادة تركيبه بطريقة تثير الدهشة، وأحيانًا السخرية، في محاولة لفهم هذا الواقع وكشف مُحركاته أو القوى المُسيطرة عليه ما يكشف عن رؤية فلسفية وتشكيلية خاصة جدًا تكشف عن نفسها في النصين الأدبيين اللذين يدوران في قرية ونجع في صعيد مصر.
كان رضوان آدم قد شارك السبت الماضى فى حفل توقيع رمزى لقصصه "دبيب النجع" في جناح روافد في القاعة الثانية داخل المعرض بمشاركة العديد من القراء والرواد وبعض الكتاب والصحفيين.
وقد وقع رضوان آدم المتوالية القصصية "دبيب النجع"، التى تلقى إقبالا من قراء معرض القاهرة الدولى للكتاب، بنسخته الذهبية، فى جناح دار روافد للنشر والتوزيع.