فى مثل هذا اليوم قتل التتار الخليفة المستعصم وبذلك انتهت الخلافة العباسية التى استمرت قرونًا طويلة تحكم الدولة الإسلامية الممتدة شرقًا وغربًا.
ولو قرأنا كتاب "طبيعة الدولة الإسلامية.. دراسات تاريخية فى المفهوم والنظم والإدارة" لـ هاشم يحيى الملاح، نجده يقول:
لقد كان المستعصم بالله (640- 656 / 1242- 1258) ضعيف الرأي غير ملم بحقائق الأمور فى دولته منصرفًا إلى اللهو واللعب وقد استولى عليه أصحابه من الجهال، فكانوا يهونون خطر المغول فى نظره فقصر عن الاستعداد لمواجهة الخطر الداهم وسرت روح التفكيك فى نفوس الشعب وأخذت الأقاويل تنتشر عن مدى قوة المغول وقدرتهم عن البطش خصوصا بعد أن قضوا على الباطنية فى بلاد فارس بصورة أدخلت الخوف والفزع فى نفوس الناس.
أرسل هولاكو رسالة إلى المستعصم من مدينة همزان ينذره فيها بالحرب إذا لم يستسلم ويعلن خضوع دولته للمغول فلما لم يتلق جوابًا مرضيًا خلال شهرين سار إلى بغداد بجيش يزيد على ثلاثين ألف فارس وقد خرج إليه الخليفة الخليفة على أمل التوصل معه إلى اتفاق ولكن هولاكو قتل الخليفة المستعصم بالله وأولاده وقد استباح المغول بغداد فذبح الناس كما تذبح الشياه وأضرموا النيران فى المدينة فأتلفت مسجد الخليفة وضريح موسى الكاظم ومقابر الخلفاء فى الصافة وعم الخراب بيوت المدينة وطرقاتها وهكذا انتهت الخلافة العباسية وسقطت بغداد بعد أن ظلت عاصمة الدولة العباسية زهاء خمسة قرون.
أما كتاب "شخصيات من التاريخ: سير وتراجم موجزة" للدكتور على محافظة فيقول: "يختلف المؤرخون فى كيفية قتل الخليفة المستعصم، فمنهم من يذكر أنه خنق وقيل وضع فى كيس ورفسوه حتى مات، وقيل غرق فى نهر دجلة.
ويذكر بعض المؤرخين أن أحد المنجمين قال لهولاكو: إذا قتل الخليفة، فإن العالم يصير أسود مظلمًا، وتظهر علامات القيامة"، ولذا صمم هولاكو على قتله دون إراقة دماء، فقتله لهذه الطريقة.
ويذكر المؤرخ النويرى فى كتابه "نهاية الأرب فى فنون الأدب" أن من عادة المغول أنهم لا يسفكون دماء الملوك والأكابر وإنما يقتلونهم بهذه الطريقة، ويؤيده فى ذلك ماركو بولو فى رحلته.
وبعد ذلك نصبب التتر ابن العلقمى وزيرا فى بغداد. وكان نصر الدين الطوسى مستشارا لهولاكو قبل زحفه على بغداد وبعده ومن المقربين إليه، وهو الذي كتب رسائله إلى الخليفة وإلى الأمراء المسلمين الذين زحف عليهم هولاكو.