أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى، أن النهضة التى تشهدها مؤسسات المجتمع المصرى وكوادره البشرية، فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمشاركة كافة مكونات المجتمع المصرى، تشكل علامة فارقة فى مسيرة جمهورية مصر العربية، وانطلاقة موفقة نحو مستقبل تعزز فيه مصر مكانتها كمركز اقتصادى وفنى وثقافى يجمع حوله الشعوب العربية ويعزز بينها التعاون والعمل المشترك.
جاءت تصريحات الشيخة خلال زيارتها للأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، فى مدينة السادس من أكتوبر التابعة لمحافظة الجيزة، وكان فى استقبالها محمد صابر العرب وزير الثقافة المصرى الأسبق، والدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية.
وكانت الشيخة جواهر القاسمى وصلت جمهورية مصر العربية فى زيارة رسمية استمرت عدة أيام حيث استقبلتها السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، وتباحثت معها سبل تعزيز العلاقات بين المؤسسات الاجتماعية المصرية ونظيراتها فى إمارة الشارقة.
ورافق الشيخة خلال زيارتها للأكاديمية، كلّ من الشيخة هند بنت ماجد القاسمى رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة، والشيخة عائشة خالد القاسمى عضو مجلس أمناء مؤسسة "ربع قرن" لصناعة القادة والمبتكرين مدير سجايا فتيات الشارقة، وريم بن كرم مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ونورة النومان رئيس المكتب التنفيذى للشيخة جواهر القاسمى، وإرم مظهر علوى،، مستشار أول فى المكتب التنفيذى للشيخة جواهر القاسمي.
وتجولت الشيخة جواهر القاسمى فى أقسام ومرافق الأكاديمية، وتعرفت على تخصصاتها، والتقت المدربين والعاملين والطلبة الذين قدموا لها عرضاً توضيحياً عن رؤية ورسالة الأكاديمية، وأطلعتهم الشيخة على تجربة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين التابعة لمؤسسة القلب الكبير، وقالت: "يسعدنى أن أرى الشبه الكبير بين تجاربنا فى الاهتمام بالشباب وتأهيلهم بالقدرات والمعارف لحماية المنجزات التى قدمناها لهم وتطويرها والبناء عليها. فالتشابه فى التجارب هو تشابه فى الحلم والطموح وتطلعات المستقبل والمصير، وهو ما يمنحنا هويتنا كأمة واحدة".
وتابعت: "إن مستقبل الوطن العربى مرهون بما نغرسه اليوم فى عقول أبنائنا الذين يشكلون أقوى ثروة يمكن لأى قيادة أن تستثمر فيها، وفى ربع قرن نعدّ القادة لاستكمال مسيرة إمارة الشارقة ودولة الإمارات، وفى الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، يتسلح الشباب المصرى للنهوض بمشروعه الحضارى الكبير، وما بين ربع قرن والأكاديمية مشروع عربى إنسانى بامتياز".
وأشارت إلى أن استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمطالب وتوصيات الشباب المصرى فى نهاية مؤتمر شباب العالم الذى انعقد فى العام 2016، تؤكد مدى احتضان قيادة هذا البلد لطموحات أبنائه ومدى استعدادها لتهيئة كافة العوامل اللازمة لدمج طاقات الشباب المصرى فى منظومة العمل والبناء بمختلف مستوياتها.
وقالت: " تسير مصر نحو تعزيز منجزاتها بخطى واثقة، مدعومة برؤية قيادتها حول أهمية الكادر البشري، والتى تترجمها من خلال إنشاء مؤسسات مستدامة النفع وعالية الكفاءة، تتبنى مناهج علمية متقدمة لتطوير الكوادر البشرية ورفع كفاءتها الإنتاجية".
وأضافت: " هنالك شواهد كثيرة فى مصر تظهر مدى التخطيط والرعاية والمتابعة للحفاظ على حيوية هذا البلد وقدرته على التجدد والتطور وإنتاج الثقافة وتوجيه موارده بسخاء نحو تنمية الثروة البشرية، الثروة التى وحدها تبقى فعالة ومعطاءة بعد زوال جميع الثروات. إن الثروة البشرية التى تضعها مصر كما دولة الإمارات العربية المتحدة هدفاً لكل سياساتها، هى التى نهضت بها الأمم، وحققت من خلالها ازدهاراً لافتاً على الرغم من قلة الموارد المادية لدى بعضها".
وأشادت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بالمنجزات التى حققتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، والتى شملت القطاعات الحيوية مثل الصحة والزراعة والصناعة والتجارة وتشييد المدن والأكاديميات والجوامع والكنائس، وقالت :" لا شك بأن الخطط بعيدة المدى لمستقبل مصر، ستثمر أمناً واستقراراً وازدهاراً، وستعيد التأكيد على أن مصر هى عنوان للهوية العربية ومحور لنهضتها، لما تبذله القيادة المصرية من جهود تستهدف بناء الإنسان أولاً، وتهيئة المناخ الاجتماعى والاقتصادى لاحتضانه ومنحه حاجاته المادية والمعنوية".
وأضافت: " إن مشاريع البنى التحتية فى مصر وخاصةً تلك التى ترعى الكوادر البشرية، ليست الغاية منها خلق موظفين لرفد سوق العمل أو مواكبة التطور التقنى والصناعى فحسب، بل تستهدف تعزيز انتماء الشباب المصرى إلى وطنه، وتوفير حاضنة لطموحاته، وترميم العلاقات داخل المجتمع خاصةً بعد الأحداث المؤسفة التى مرت بها أمتنا العربية فى الآونة الأخيرة، وهذا يؤكد على بعد نظر القيادة المصرية وحرصها على نسيجها الاجتماعى ومكانتها ودورها على الساحتين العربية والإنسانية".
ومن جهتها عبرت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذى للأكاديمية عن مدى سعادتها باستقبال الشيخة جواهر القاسمي، وأشادت بالدور الذى تقوم به من رعاية لشؤون المرأة والطفل، موضحةً "أنه يوجد الكثير من المجالات التى يمكن مشاركتها بين تجربة جمهورية مصر والشارقة".
وتعتبر الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب أحد أبرز الهيئات المصرية الجديدة المعنية تطوير وتأهيل الشباب فى مصر، أنشئت فى 2017 كأحد توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ الذى انعقد فى نوفمبر 2016، وتهدف الأكاديمية إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وتم تصميم نظام التعليم بالأكاديمية على غرار المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية بالتعاون مع عدد من الهيئات والمعاهد والمؤسسات العلمية الدولية.