"لا يأس مع الحياة ولا معنى للحياة مع اليأس" إذا سمعت هذه الكلمات بالتأكيد سوف يتبادر إلى ذهنك صاحب تلك المقولة الخالدة الزعيم المصرى الكبير مصطفى كامل، واليوم تحل ذكرى رحيله الـ111، والذى يوافق 10 فبراير عام 1908.
ولد مصطفى كامل فى 14 أغسطس 1874، بقرية "كتامة" بمركز بسيون بمحافظة الغربية، هى التى شهدت ميلاد الزعيم المصرى، أنهى مرحلة التعليم الأساسى عام 1887، ثم انتقل إلى المدرسة الخديوية الثانوية، وفيها أسس جماعة أدبية وطنية قام خلالها بتقدم الخطب الحماسية لإثارة الحس الوطنى عند زملائه، التحق بمدرسة الحقوق عام 1891، وهناك كون علاقات مع بعض الشخصيات العامة مثل "إسماعيل صبرى" الشاعر الكبير ووكيل وزارة العدل.
بدأ مسيرته السياسية والوطنية فى وقت مبكر، وكانت له جولات كبيرة من أجل الدفاع عن القضية المصرية من أجل تحقيق حرية بلاده من أيدى الاستعمار الأجنبى، فقد أنشأ مصطفى كامل جمعية سرية عرفت بـ"جمعية الحزب الوطنى" مع أحمد لطفى السيد وعدد من الوطنين بمنزل محمد فريد تحت رئاسة الخديوى عباس حلمى، لتظهر إلى العلن بعد حادثة دنشواى الشهيرة خلال الخطبة التى ألقها مصطفى كامل عام 1906 بالإسكندرية، والتى سميت "خطبة الوداع"، حيث أعلن عن تأسيس الحزب الوطنى بهدف المطالبة باستقلال مصر كما أقرته معاهدة لندن (1256ه -1840م)، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها، ونشر التعليم.
ألف الزعيم الراحل كتاب "المسألة الشرقية" الذى نشره فى عام 1898، ويعد أول كتاب سياسى له، ثم جريدة اللواء التى أصدرها فى 1900، مما أثار اهتمام الخديوى عباس حلمى الثانى وجعله يستعين به فى معارضته ضد الاحتلال الإنجليزى لمصر، كما أن نفس الجريدة قادت الحملة منها حملة كبيرة لجمع التبرعات من أجل أول جامعة فى مصر، وبالفعل انجحت الحملة فى إنشاء الجامعة المصرية يرئسها الملك فؤاد الأول آنذاك.
وغاب عن عالمنا فى يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 1908 فاضت روح الزعيم مصطفى كامل إلى خالقها بعد فترة من الصراع مع مرض "السل".