فى عام 1673 بينما كان الكاتب والممثل الفرنسى موليير يشارك فى تقديمه العرض الرابع لمسرحيته "مريض الوهم" سقط فوق خشبة المسرح، وبعد ساعات قليلة رحل بعدما صار أشهر كاتب مسرحى فى زمانه.
موليير يحرم من حقه بالدفن وفقا للتعاليم المسيحية
ورغم المكانة الاجتماعية التى حظى بها موليير لكنه حُرم من حقه فى أن يدفن وفقاً لتعاليم الدين المسيحى لأن المسرح آنذاك كان ينظر إليه نظرة دونية.
وظل رجال الدين حانقين على موليير حتى بعد وفاته، إذ ظلت مسرحيته «طرطوف» ماثلة فى أذهانهم، وتباطأ القس الذى استدعى فى المجئ ولم يصل إلا بعد إلحاح طويل، بعدما فارق موليير الحياة، ورفضت الكنيسة أن يدفن فيها، فاضطرت زوجته للالتجاء للملك ملتمسة منه التدخل لدى كبير أساقفة باريس، وأذنت الكنيسة بالدفن على أن يتم ليلاً دون صلاة على الجثمان ولا احتفال دينى، وكانت حياته قد اكتملت وهو فى عمر الواحد والخمسين.
وموليير الذى يحتفى به جوجل اليوم جون باتيست بوكلان «موليير»: مؤلف كوميدى مسرحى وشاعر فرنسي؛ يُطلَق عليه مؤسس «الكوميديا الراقية»، ساهم بقدر كبير فى غرس أصول الإخراج المسرحى، كما استطاع من خلال أعماله الكوميدية الفكاهية أن يوصل أفكاره وأن يعالج المشكلات النفسية الأكثر تعقيدًا، وقام بمهاجمة كل الأعمال الرذيلة التى انتشرت فى أواسط المجتمع الأوروبى.
وُلِد موليير فى باريس عام 1622م، كان والده يعمل فى صناعة السجاد، وامتهن نفس المهنة فى بداية حياته، ولكن والده أصر على تعليمه، فتتلمذ على يد رهبان الطائفة اليسوعية فى كلية «كليرمون»، وتعلم فيها مبادئ العلوم الأساسية والفلسفة واللغة اللاتينية، والتى ساعدته على الاطلاع على الأعمال المسرحية التى نُشِرت وقتها، وبعد ذلك تابع دراسة الحقوق قبل أن يقرر التفرغ للمسرح. وتزوج فى عام ١٦٦٢م من شقيقة «مادلين بيجار» إحدى زميلاته السابقات فى الفرقة.
أعمال موليير
كتب موليير العديد من الأعمال الخاصة والمتنوعة، حيث ألف فى كوميديا الباليه، والكوميديا الرعوية، كذلك الكوميديا البطولية وغيرها، ومن أعماله: «مدرسة الأزواج»، و«مدرسة النساء»، و«دون جوان»، و«الطبيب على الرغم منه»، و«البخيل»، و«البورجوازى النبيل»، و«مريض الوهم»، و«كونتيسة إبيسكار بانياس»، و«الطبيب العاشق»، و«زواج بالإكراه".