تمر اليوم الذكرى الثالثة والأربعون على رحيل المنشد الكبير سيد النقشبندى، إذ رحل فى ليلة 14 فبراير عام 1976، عن عمر ناهز 56 عاما، ويعد الراحل واحدا من علامات الإنشاد الدينى فى مصر والعالم العربى والإسلامى.
من المواقف المشهورة عن "الشيخ سيد النقشبندى"، إنه قام بإحياء جنازة والد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وبعدها أنشد فى فرح ابنة الرئيس، وأراد صاحب قرار العبور فى حرب أكتوبر 1973، أن يجمع عملا بين المنشد الكبير النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى، فأمر قائلا: احبسوا النقشبندى وبليع مع بعض لحد ما يطلعوا بحاجة"، فكان الابتهال الخالد "مولاى إنى ببابك".
وعن السبب الذى جمع الشيخ المنشد سيد النقشبندى بالملحن الكبير بليغ حمدى، يذكر الإذاعى الكبير وجدى الحكيم عن هذه الواقعة، قائلا:" إن السادات قال لبليغ حمدى: "عاوز أسمعك مع النقشبندى"، وكلف الحكيم بفتح استوديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندى ذلك وافق محرجا وتحدث مع الحكيم بعدها قائلا: "ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة"، حيث كان النقشبندى قد تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية، دون وجود لحن، معتقدا أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التى تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ: على آخر الزمن يا وجدى "هاغنى"؟ فى إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.
ورغم محاولات الشيخ الاعتذار أكثر من مرة للحكيم، بأن يعتذر لبليع عن عدم العمل معه، إلا أنه أقنعه بأن يستمع للحن أولا وبعدها يقرر أن كان سيكمل اللحن أم لا، على أن يكون بينهما إشارة يعرف منها الحكيم رأى النقشبندى فى اللحن.
وبالفعل ذهب الحكيم بصحبة النقشبندى، إلى الاستوديو، واتفقا إذا خلع الأخير عمامته، فهذه إشارة على إعجابه باللحن، وإن وجد الحكيم أن العمامة كما هى، فيعنى أنه لم يعجبه اللحن، على يتحجج بعدها وجدى الحكيم بوجود أى أعطال فى الاستوديو لإنهاء اللقاء، لكن وبعد دقائق من دخول الاستوديو فإذا بالنقشبندى يخلع عمامته والجبة والقفطان، قائلا: " ياوجدى بليغ ده جن ".
وفى هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين "مولاى انى ببابك" التى كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندى، ليكون بداية العمل بين المنشد والملحن، حيث لحن بليغ للنقشبندى 5 ابتهالات أخرى ليكون حصيلة هذا اللقاء 6 ابتهالات.