ولد الكاتب الفرنسى الشهير أندريه جيد فى باريس 22 نوفمبر 1869، وكان أبوه محاميًا، وأمه تنتمى إلى أسرة ثرية، تشتغل بالصناعة.
مات الأب ولم يكن عمر الابن قد تجاوز الحادية عشرة من عمره، فتولت أمه تربيته، وكانت علاقتهما مضطربة بسبب صرامة زوج الأم المتشدد، وماتت أمه وله من العمر 25 عامًا، وتشكلت حياته عبر رحلاته فى أوروبا وأفريقيا، وحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1947.
وتمر اليوم ذكرى رحيل الكاتب الفرنسى الشهير أندريه جيد الذى توفى يوم 19 يناير 1951، والذى كانت تربطه صداقة قوية بعميد الأدب العربى طه حسين.
ومن الرسائل التى جمعت بينهما، ما أشار إليه الكاتب التونسى "حسونة المصباحى" ونقله، حيث أكد أن عميد الأدب العربى ترجم رواية "الباب الضيق" لـ أندريه جيد، وعندما علم "جيد" بذلك، كتب رسالة إلى "حسين" بتاريخ 5 يوليو 1945، متسائلاً عن الأسباب التى دفعت طه حسين إلى القيام بهذه الترجمة.
وفى الرسالة، كتب أندريه جيد يقول: "لقد أبرزت فى كتاباتى أحيانًا الجاذبيّة الكبيرة للعالم العربى، ولأنوار الإسلام، ولقد عشت أحيانًا، ولوقت طويل، بصحبة مستعربين وباحثين فى شئون الإسلام، ومن المؤكّد أنّنى ما كنت لأكون على ما أنا عليه لو لم أطل الوقوف فى ظلّ النخيل بعد أن أكون قد تذوّقت، حــدّ الوجد، الحرقة العنيفة للصحراء.
فحينها عرفت كيف أغرز الحلّة الجديدة لثقافتنا الغربيّة، وأعثر من جديد على أصالة إنسانيّة مفقودة. لكن حتى اليوم، وإن كنت قد تقبّلت الكثير وتعلّمت الكثير من العالم العربي، فإنه لا يبدو لى أن العكس كان ممكنا. لهذا فإن اقتراحكم فاجأني، وأعنى بذلك ترجمة أحد آثارى إلى لغتكم.
لقد ظن البعض أن الإسلام يعطى أكثر مما يأخذ، وهذا ليس صحيحًا فقد أعطى الإسلام كثيرًا لأنه أخذ الكثير.
فإلى أى قارئ يمكن أن تتوجّه؟ وإلى أى فضول يمكن أن تستجيب؟