تمر اليوم الذكرى الـ66 على احتجاب مجلة الرسالة الأدبية عن الصدور بعد أن ظلت عشرين عامًا المجلة الأدبية الأولى فى الوطن العربى، والتى اشترك فى تحريرها كبار الكتاب فى مصر والوطن العربى، وكان يرأس تحريرها الأديب أحمد حسن الزيات، إذ توقفت فى يوم 23 فبراير من عام 1953.
ومجلة الرسالة هى مجلة ثقافية ترأس تحريرها الأديب المصرى أحمد حسن الزيات (1885-1968) فى عام 1933م، وكتب فيها معظم المقالات عن رموز الأدب العربى آنذاك مثل: العقاد، سيد قطب، أحمد أمين، محمد فريد أبو حديد، أحمد زكى باشا، مصطفى عبد الرازق، مصطفى صادق الرافعى، طه حسين، محمود محمد شاكر والشابى.
وبحسب كتاب "المجلات الثقافية فى العالم العربى" للناقد الكبير محمود قاسم، بأن الرسالة التى بدأت الصدور عام 1933، كانت تطبع بشكل شعبى كى تصل إلى البسطاء والقادرين، وقد اتسمت بقوة التحرير، وعمق الموضوعات وتنوعها، وبذلك فالمجلة ملأت الفراغ الأدبى عند القراء والكتاب قبل صدورها، كما أنها تمتعت بالاستمرار فى الانتظام والصدور فى سنوات ازدهار المجلات الثقافية، وكان القراء ينتظرونها، فى موعدها، فيجدونها لدى الباعة، يتهافتون عليها للمضمون الذى تحتويه، كما اهتمت بنشر الإبداع، وتابعته بالنقد والتقييم، وقامت بإفراز جيل متواصل من الأدباء والأدبيات، كما كانت نافذة للتعرف على الأدب العالمى وتقديمه إلى القراء، وبعدما توقفت المجلة فى عام 1953 حاولت الدولة دعم الزيات فى حياته مرة أخرى، من أجل عودة المجلة تحت اسم "الرسالة الجديدة"، وذلك بعد نحو عشر سنوات فى عم 1963، لكن المجلة ما تلبث أن توقفت قبل أن يتوقف قلب صاحبها أحمد حسن الزيات فى عام 1968، لتتوقف إلى الأبد.