صدر حديثا عن دار الفارابي للنشر والتوزيع: كتاب "الانتخابات النيابية اللبنانية ٢٠١٨.. دراسة رقمية تحليلية" من تأليف فارس جريديني٬ وعمر الديب.
يتناول هذا البحث أرقام ونتائج الانتخابات النيابية التي جرت في 6 مايو 2018. وهو يبحث الأرقام التي أظهرتها الأقلام في كل دائرة انتخابية، ويحاول أن يحللها من زاوية بحثية موضوعية، ليقيّم أحجام الأحزاب والقوى والشخصيات انتخابيًا بحسب ما تظهر الأقلام سواء على مستوى الدوائر أو على مستوى الأقضية المكونة لها. كما يقدم البحث عرضًا لمراحل تشكيل اللوائح في كل دائرة، ولمحة تاريخية عنها، ويسلّط الضوء على التحالفات النهائية التي أدّت إلى تشكيل كل لائحة. كما نعرض أعداد الناخبين والمقترعين والأوراق البيضاء والأوراق اللاغية، وتوزع أعداد الناخبين الواردة أسماؤهم على لوائح الشطب عمريًا ومذهبيًا كم صرحت عنهم وزارة الداخلية.
وتغيّر الكثير منذ الانتخابات النيابية السابقة عام 2009 حتى انتخابات 2018. فخلال السنوات التسع الماضية عرف لبنان والمنطقة أحداثًا كبيرة وتاريخية أعادت خلط الاصطفافات والتحالفات ووجهات النظر العامة. فالمنطقة شهدت خلال تلك الفترة انتفاضات شعبية هزت شوارع مدنه من المحيط إلى الخليج، عندما شارك الملايين في تحركات انتشرت مثل النار في الهشيم في مشهد جسّد ترابط الساحات العربية فانهارت الحدود بين الشعوب، وما لم يتحقق من وحدة عربية بين الدول، تحقق بين شعوبها. في خضم هذه التحولات والتحركات، وفي عزّ انقسامات المنطقة، خافت السلطة من إجراء الانتخابات ولم تتمكّن من الاتفاق على قانون انتخابات جديد. كان حلهم السحري بالتمديد، مرةً ثم ثانيةً فثالثةً ليعطوا أنفسهم دورةً كاملةً مجانيةً. وجدوا فرصةً قد لا تطول كثيرًا في ربيع العام 2018 لإجرائها بعد تسويات أتاحت الاتفاق على قانون انتخابات جديد.