الشعوب الإسلامية تؤمن بكون الجن أحد الغيبيات الكبرى التى يجب الإيمان بها بصفتها جزءًا من العقيدة، خاصة أن القرآن الكريم أشار إليها فى أكثر من آية، لكن كيف كانت الكتب السابقة تنظر إلى الجن؟
الجن فى القرآن
ورد الجن فى القرآن الكريم بأشكال مختلفة منها:
جنَّ: أى أخفى وستر يقول تعالى: "فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّى فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ} الأنعام76
جِنْ:وهم الخلق الخفى أو المستور عن أعيننا وهم الجِنَّةُ ومُفردها: جَانٌ. قال تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} الإسراء88
جَان: هى مُفرد الجِنِّ، وقد وردت فى القرآن الكريم كاسم لنوع من الحيات سريعة الحركة، كأنما يُحركها شىء خفى هو الجان
قال تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّى لَا يَخَافُ لَدَى الْمُرْسَلُونَ} النمل10 .
الجن فى الكتاب المقدس
يقول القس لبيب ميخائيل: "أوصى الله فى التوراة أن لا يلتفت شعبه إلى الجن أو يتصلوا بهم نص لاويين 19 : 31
لقد ذكر الشيطان والجن فى الكتاب المقدس أكثر من 200 مرة، بل وُصف الشيطان فى الكتاب المقدس بأنه إله هذا الدهر 2 كو 4:4 [الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ]
لكن بالمجمل فإن كلمة الجان لا توجد إلا فى الترجمات العربية، ولعلها تأثرت بالفلسفة الإسلامية فى الترجمة، وهى مجرد أرواح تحت الأرض، وما يسمونه جان فى الترجمات العربية للكتاب المقدس هم شياطين.
وكلمة جن الشيء ستره، وبه سمى الجن لاستنارهم واختفائهم عن الأبصار، وكانوا يعتقدون أن "الجان" روح تلبى دعوة صاحبه، والكلمة العربية هى ترجمة للكلمة العبرية "أوب" ومعناها "أجوف" أو "إناء فارغ"، لأنهم كانوا يظنون أن صوت الجان يأتى من بطن صاحب الجان، أو بالنسبة "للصوت الأجوف" الذى كان يتكلم به وكانه خارج من باطن الأرض.
وكانت الاستعانة بالجان عادة شائعة بين الشعوب الوثنية، ولكن الناموس قد نهى عنها (لا 19: 31، 20: 6 و27، تث 18: 11). وقد نفى الملك شاول فى أول عهده أصحاب الجان والتوابع من الأرض، ولكن فى نهاية أيامه بعد ان تركه الرب، لجأ إلى امرأة صاحبة جان فى عين دور (1 صم 28: 3 و7 و8 و9، أخ 10: 13). وقد اقترف منسى نفس هذا الشر (2 مل 21: 6، 2 أخ 33: 6)، ولكن الملك يوشيا أباد "السحرة والعرافين والترافيم والأصنام وجميع الرجاسات التى رئيت فى أرض يهوذا وفى أورشليم" (2 مل 23: 24). رغم ذلك يبدو أن هذا الشر ظل إلى حد ما يمارس فى يهوذا إلى أيام السبى (إش 8: 19، 19: 3).