رغم مرور نحو 12 عام على رحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ، و4 على رحيل الخال عبد الرحمن الأبنودى، لكن سيرة الأديبين الكبيرين لاتزال تسيطر على اهتمامات الأوساط الثقافية، واهتمام القراء والمحبين لأدب الكاتبين الكبيرين، خاصة مراحل الطفولة والصبى، ونبوغ موهبة الكتابة عندهم.
فى نوفمبر الماضى، أصدر الصحفى إبراهيم عبد العزيز، كتابًا جديدًا تحت عنوان "مذكرات عبدالرحمن الأبنودى: فى طفولته وصباه"، عن مؤسسة بتانة للنشر والتوزيع.
الكتاب يقع فى 150 صفحة، يتناول أدق تفاصيل حياة الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى فى فترة الطفولة والصبا، أما لماذا توقف عند هاتين المرحلتين فتلك قصة طريفة يرويها إبراهيم عبدالعزيز فى ثنايا الكتاب، حيث أكد أن الخال، لم يتردد على الموافقة على قيام المؤلف بكتابة مذكراته، رغم قيام الكاتب الفنان محمد العسيرى، بالطلب من الأبنودى بكتابة مذكراته، قائلا: لقد بدأت فعلًا مع إبراهيم عبدالعزيز.. أمليه وهو يكتب.. وبعدين ياعم محمد أنت بتتدخل فى الحكايات وتشقبلها تجيب أولها آخرها.. خلينى مع إبراهيم مريحنى ومريحه".
بينما بدء هذه الأيام الكاتب الصحفى محمد شعير، بنشر حلقات من مذكرات الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ فى طفولته، وذلك من واقع مخطوطات بخط يد صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، تنشر لأول مرة، كتبها الراحل عن طفولته والسنوات الأولى لتجربته الأدبية، كما تكشف المذكرات عن شقاوته اللامتناهية، وتنتهى من انتقاله من حى الجمالية إلى منطقة العباسية.
ورأى شعير أن نجيب محفوظ يستلهم فى المذكرات تجربة طه حسين فى سيرته الذاتية "الأيام" إذ أطلق عليها عنوان "الأعوام" على غرار "الأيام" لعميد الأدب العربى.
وقد عثر شعير على هذه الأوراق خلال رحلة بحثه فى تراث الأديب الراحل فى عدد من الدول العربية والأجنبية، ومن خلال عثوره على أوراق كثيرة خرجت من مصر سابقًا كان من بينها المذكرات، ومن خلال أوراق كثيرة أهدتها أم كلثوم نجيب محفوظ (هدى) ثقة فيه وفى تجربة التنقيب فى أدب والدها، وهى تأتى استكمالا لدراسته البارزة "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرمة" والتى صدرت العام الماضى، وحققت نجاحا كبيرا، ووصلت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الدراسات النقدية.