تمر اليوم الذكرى السادسة والخمسين على قيام اللجنة العسكرية للفرع الإقليمي السوري حزب البعث العربي الاشتراكى، بعضوية كل من محمد عمران، صلاح جديد، حافظ الأسد، بالاستيلاء على الحكم فى سوريا، بعد إزاحة الرئيس السابق ناظم القدسى، وذلك بعد نحو أقل من عامين من إنهاء الوحدة مع مصر، فيما كان يعرف بالجمهورية العربية المتحدة.
لكن كيف كان ينظر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، لهولاء الذين استطاعوا السيطرة على الحكم فى سوريا بعد انفصالها عن مصر، وكيف كان موقف هولاء من الزعيم العربى الخالد.
بحسب كتاب "فلّاحو سورية - أبناء وجهائهم الريفيين الأقل شأناً وسياساتهم" تأليف حنا بطاطو، فإن الأعمال التى قام بها الأسد ورفاته كانت موجهة ضد جمال عبد الناصر ونظامه أكثر من كونها مضادة لمصالح القومية العربية، إلا أنه لم يكن من الممكن عمليا فى تلك الحقبة معارضة جمال عبد الناصر من دون إلحاق الأذى بقضية القومية العربية، وللرجل ما له من مكانة فى نظر الجموع الكثيرة من السوريين والعرب الآخرين بوصفه تجسيدا لمثال الوحدة، ولا ريب فى أن الشعور بالاضطهاد والمرارة لدى الأسد وباقى أعضاء اللجنة العسكرية كان له ما يبرره، فجمال عبد الناصر قام بتهميش الضباط البعثيين وإقصائهم عن أى نفوذ حقيقى فى القوات المسلحة، حيث نقل معظم أو بالأحرى نفاهم إلى مصر.
على الجانب الآخر تناولت عدد من الدراسات، دراسة بعنوان " لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف" تأليف حجازي فهد، أن أحداث الثامن من آذار مارس 1963، قام بها حزب البعث بمساعدة ودعم من الناصريين، والذى ما أن نجح أعضاء الحزب فى الاستيلاء على الحكم حتى بدأوا فى مفاوضات الوحدة الثلاثية مع كلا من مصر والعراق، لكن الصراع بين قوى البعث والقوى الناصرية فى كل من سوريا والعراق، فجرت عمليات إقضاء لكل مخالف، حتى أدت إلى فشل الوحدة.