تمر اليوم ذكرى استشهاد الكاتب الجزائرى الكبير مولود فرعون، الذى قتله الاحتلال الفرنسى قبل أيام معدودة من انتهائه الذى استمر ما يزيد عن 130 عاما.
كان الكاتب الجزائرى "مولود فرعون" ينتظر بشغف سطوح شمس الحرية على أرضه وبلاده لكن كان للاحتلال رأى آخر مغاير، فتم اغتياله أثناء وجوده بمؤسسة تربوية مع خمسة مثقفين آخرين قتلوا جميعا وسال دمه على تراب بلد "المليون شهيد".
وقف "مولود فرعون" فى وجه الاستعمار الفرنسى لا يملك إلا اللغة الأدبية والتعبير عن الوجع الجزائرى والمعاناة مستخدما اللغة الفرنسية فى النضال ليقول للمحتل، "أنا أناضل ضدكم بلغتكم، ولأبعدكم عن (الدروب الوعرة) التى تعشق قبائلنا أن تعيش أجمل الأيام القبائلية فيها.. أنا أناضل ضدكم ولن تمنعنى ثقافة المهجر من النطق بما تحتاجه الثقافة الجزائرية التقليدية"، إنه "مولود فرعون" الذى سقط بنيرانِ عصابة منظمة الجيش السرى الفرنسى، فى 15 مارس 1962 على أرض الجزائر.
فى كتابه "معركة الجزائر" والذى هو عبارة عن يوميات الثورة، التى كان الجزائرى "مولود فرعون" يسجلها يومًا بيوم، والذى نشر سنة 1962فى جريدة المساء المصرية فى العام نفسه الذى استشهد فيه "مولود" على يد القوات الفرنسية يقول فى إحدى يومياته: "قتل خمسة فى آيت-فراح، إنه القدر، واحد فقط حاول الهرب، ويبدو أنه قد دافع عن نفسه قبل أن يسقط، ويبدو أن هذا الشاب قدّم نفسه ضحية كى يحاول حماية هاربين آخرين.. وفى تامزاريت قتل سبعة، كما أن شابا كان مقبوضًا عليه وترك مطلق السراح فى المعسكر، فضربوه بالرصاص، بينما كان يجرى لالتقاط بالونة قذفها أحدهم بقدمه وأمره أن يعيدها إليه".
كان للقضية الجزائرية فى صراعها مع الاستعمار الفرنسى وجه آخر أدبى وإبداعى ومن وجهها الثقافى كان "مولود فرعون" وقد صدرت له عدة نصوص بحثية وإبداعية، كان أولها "أيام قبائلية" وهو كتاب لرصد عادات وتقاليد الجزائريين الأمازيغ، وصدر عام 1954، ثم روايته التى نالت اهتمامًا عالميا، وهى رواية "ابن الفقير"، والتى قال عنها قال عنها، كتبتها على ضوء شمعة ووضعت فيها قطعة من ذاتى"، وهى تسجل ما يشبه السيرة الذاتية، بالإضافة إلى روايته الرائعة "الدروب الوعرة"، وهى من أولى الروايات التى انشغلت بقضية المسيحيين الذين يعانون من رجعية العادات والتقاليد.