من أين تأتى الرؤية الظلامية التى يحاكم بها المتشددون المرأة، فيضبرونها ويحبسونها ويعتبرونها كائنا غير مكتمل؟
هؤلاء المتشددون يحاولون أن يفسدوا رؤيتنا فى الإسلام، فيزعمون أن مواقفهم وآراءهم من الدين وأنها من القرآن، لكن ذلك غير صحيح بل هم نتاج ثقافات قديمة، وهو ما أكده كتاب "وأد الأنثى.. بين النصوص المقدسة والعقدة الذكورية" وضاح صائب، عن دار الانتشار العربى، حيث أشار فى فصل بعنوان "مصادر الفقه الظلامى حول المرأة".
فى هذا الفصل قال "وضاح صائب" طالما أن شرع الله فى كتابه العزيز، وكذلك سن نبيه الكريم، قد أنصفا المرأة، ولم يتعاملا معها ككائن من الدرجة الثانية، أو كائن متهم سلفا ومدان، بقدر ما جاءا بثورة كسرت المفاهيم السائدة، ومنحت المرأة مكانة غير مسبوقة، فمن أين جاء فقهاء الظلام بقوانينهم الضالة وترهاتهم لحصار المرأة ووأدها؟
جاء ذلك من قوانين وأساطير وديانات سابقة، سادت لدى بعض الشعوب، بسبب سيطرة المجتمع الذكورى، لا علاقة لها بالإسلام... نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
قانون مانو القديمالذى وصف النساء بأنهن خلقن وقد فرض عليهن حب الفراش والشهوات الدنسة والتجرد من الشرف، وقال إن النساء جميعا دنسات، وأباح كل صور العنف ضدهن ولذلك ظلت عادات الهند حتى القرن السابع عشر تحتم حرق الزوجة إذا مات زوجها لتصبح رمادا مع جثته.
الديانة الزرادشتية، التى حكمت على الزوجة عند استيقاظها فى كل صباح أن تنحنى لزوجها تسع مرات، وهى تند ذراعيها كما لو كانت تصلى.
أجمعت الزرادشتية والمانوية والمزدكية على اعتبار المرأة كائنا غير مقدس، عليها أن تربط عصابة على فمها وانفها، كيلا تدنس أنفاسها النار المقدسة، ثم تحولت العصابة إلى جلباب تلبسه المرأة من رأسها حتى أخمص قدميها، لكنه كان خاصا بالحرائر ونساء علية القوم، ولا يجوز للإماء ونساء العوام ارتداؤه.
الديانة الهندية القديمة، الفيدية والبراهيمية والبوذية، تعتبر أن الله خلق المرأة، صاغها من قصاصات وجذاذات المواد الصلبة التى زادت لدى بعد خلق الرجل، فأوجبت على المرأة أن تخدم زوجها كما لو كان إلها، وحرمت المرأة من دراسة كتب الحكمة الفلسفية والدين، وقد طلب بوذا من أتباعه الرجال ألا ينظروا إلى المرأة ولا يخاطبوها.
قاعدة فى الصين القديمةتقول إنه:
ليس فى العالم كله شىء أقل قيمة من المرأة، ويجب أن يكون من نصيبها أحقر الأعمال.
قانون حمورابى الشهير1752 قبل الميلاد، الذى جعل من حق الرجل أن يرهن زوجته وأولاده.
القانون الآشورىالذى سمح للزوج بمعاقبة الزوجة بشد شعرها ولى أذنها وتشويهها من دون أن يتعرض لأى عقاب.
أما التوراة، التى كانت مفاهيمها منتشرة فى بلاد الشام وأجزاء من الجزيرة العربية، فقد كانت الأكثر إساءة إلى المرأة وتسفيها لها، وظلما، واعتبرتها سبب الخطيئة الأولى وسبب خروج آدم من الجنة "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنا بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل".