نظم المجلس الأعلى للثقافة ندوة بحثية ضمن فعاليات مؤتمر الاحتفال بمئوية ثورة 1919، حيث تناولت الجلسة تأثير الثورة فى الأدب.
وتحدثت الكاتبة الدكتورة دينا حشمت عن صورة ثورة 1919 فى مسرحية "المسامير" لسعد الدين وهبة، والتى نشرت فى أعقاب هزيمة 1967 مع مقدمة للمفكر الماركسى محمود أمين العالم، التى قال فيها إن هذا العمل يقدم فهما جديدًا لثورة 19 بشكل يختلف تماما عن سرديات أدبية وسينمائية تناولت الثورة قبلها.
وعن الإبداع مع جيل ثورة 1919 تحدث الدكتور شريف الجيار، أستاذ الأدب المقارن، شارحا كيف أن الإبداع المصرى بعد العقد الثانى من القرن العشرين تحول من الرومانسية إلى الواقع وكيف كان لهم ولجيل الطبقة الوسطى دورًا فى التمهيد للثورة، فقد تأثروا بالقرارات الإنجليزية والألمانية والفرنسية وقراءة التاريخ السياسى العالمى.
وأضاف الدكتور شريف الجيار أن كل هذا الواقع السياسى هو ما قدمه لنا محمد حسين هيكل فى رواية "زينب"، وهو الذى دعى إلى ما يعرف بالأدب الوطنى أو القومى والعودة إلى التراث الفرعونى فى الإبداع، مشيرًا إلى أن الرواية فى العقد الثانى والثالث من القرن العشرين كانت تتجه إلى النسق السياسى، فقد تشبع هذا الجيل بروح التنوير الفكرى والقومى والفلسفى الحديث.
وعن كتابة الحكيم لرواية "عودة الروح"، قال "الجيار"، إن الحكيم بناها على فكرة التعددية وعلى فكرة الفعل ورد الفعل فهناك احتلال وهناك مقاومة من الشعب لذا فأنه أعتبر كما أكد أنه "نص مقاومة"، كذلك هى رواية الآلام والمعاناة للشعب المصرى فى ظل الاحتلال، استطاع فيها الحكيم أن يوجد فيها عودة الحياة والبعث وذلك ما تشعر به عندما تسمع "عودة الروح"، فقد كان توفيق الحكيم يؤمن بقدرة الجنس الروائى وقدرته على استيعاب القضايا الملحة على كافة الأصعدة.
وعن رواية "قنطرة الذى كفر" لمصطفى مشرفه تحدث الناقد والشاعر شعبان يوسف، حيث قال إن مشرفه فى تلك الرواية لم يفعل ما فعله محفوظ فى "الثلاثية والسكرية وقصر الشوق" وتوفيق الحكيم فى "عودة الروح"، حيث إنهما قدما تفصيلات صريحة وواضحة ترصد القسمات الاجتماعية والسياسية للشعب المصرى خلال نهوضه العظيم فى الثورة، ولكن "مشرفة" آثر أن يدفع بشخوص عاديين للغاية وربما كانوا أشخاصًا ليسوا على قدر ما يحدث فيما بعد، ولكنهم فى وقت بعد سقوط الأوباء الصغيرة واليومية صاروا أبطال الحدث.
وتابع "شعبان"، أن تلك الرواية رغم كونها الرواية الوحيدة لمشرفة فقد استطاع أن يجعلها موضعا لتقنيات حديثة لم تكن معهودة فى زمن كتابتها، كما أن لغتها العامية والطبيعية جاءت على غرار اللغة العربية الرصينة ليثبت أن العامية الدارجة قادرة أن تكون لغة سرد من طراز فريد وهو ما قصده مشرفة من استخدامه للغة العامية في تلك الرواية، مؤكدًا أن مشرفة استطاع أن يقرب المشهد الاجتماعى الثرى والمتشابك وقتها.