التاريخ: 19 مارس 1799، الحدث: الجيش الفرنسى بقيادة الجنرال نابليون بونابرت يحاصر مدينة عكا، فى معركة لم تكلل بنجاح القائد الفرنسى الأبرز فى العصور الحديثة، كاتبة قصة الفشل الكبير للجنرال بونابرت فى الأراضى العربية فى فلسطين.
الأسباب التى دعت الجنرال الفرنسى لحصار عكا، يوضحها الكاتب محمد عرموش فى كتابه "تأملات عصرية فى الحملة الفرنسية"، مؤكدا أن نابليون كان يعمل جاهدا لتجنب الحرب مع تركيا وسعى بكل الوسائل لمودتها والتفاهم وإياها، ولكنه فشل فى إقناع الدولة العثمانية بالغرض من حملته على مصر، وعندما شعر بخطر الجيش التركى، وزحفه فى اتجاه مصر برا وبحرا قرر أن يبادر هو باحتلال سوريا وفلسطين، وبالفعل حقق انتصارات واستحوذ على مناطق عدة حتى توقف عند عكا وواليها فى ذلك الوقت كان أحمد باشا الجزار.
ويوضح الكاتب، أن نابليون قام بفرض حصار على عكا ولكنه فشل فى اقتحامها وارتد إلى مصر بعدما فقد عدد كبير من رجاله تحت أسوار عكا، فقد بلغ عدد القتلى الفرنسيين 2200 قتيل منهم 1200 قتلوا فى المعارك، وخاصة فى حصار المدينة، و1000 ماتوا من الأمراض، وبلغ عدد الجرحى 2500 جريح ومريض.
وبرر المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "عصر محمد على" فشل نابليون، بأن العقبات التى اعترضت الجيش الفرنسى فى حصار عكا كانت شديدة، فقد واجه الأسطول الإنجليزى الحصار البحرى ومنع وصول السفن الفرنسية، ولم يجد نابليون سوى طريق الصحراء الشاق، فانقطع عنه المدد، بينما كان الجزار حاكم المدينة يتلقى المدد والمئونة والذخيرة بحرا، وهو ما ساعده على التصدى للقوات الفرنسية.
وتذكر بعض المراجع التاريخية أن خسائر الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت لم تكن لتقف عند حد مقتل 2200 قتيل و250 جريحا، بل وصلت إلى 5 من أكبر جنرالات جيشه فى المعارك، وهو ما جعله يتراجع عن احتلال المدينة ويعود إلى مصر.