عيد الأم فى الوطن العربى، يحتفل به فى 21 مارس من كل عام، وهو الفكرة المصرية الخالصة التى ظهرت فى خمسينيات القرن الماضى، ومنذ ذلك الوقت، أصبح احتفالا اعتياديا يقام كل عام، للاحتفال بالأمهات، وتكريم الأم المثالية.
فكرة عيد الأم، ظهرت لأول مرة على يد الكاتب الصحفى الكبير على أمين، أحد مؤسسى مؤسسة دار أخبار اليوم الصحفية مع توأمه مصطفى أمين، حيث تلقى الكاتب الراحل، رسالة على بريد القراء بالصحيفة، تشكو فيها إحدى الأمهات، من سوء معاملة أولادها، ونكرانهم للجميل، فى الوقت الذى زارت فيه سيدة أخرى مكتب على أمين، وتحدثت معه عن أولادها التى قامت بتربيتهم بعد وفاة والدهم، ورفضت الزواج، وعملت على تربيتهم حتى تخرجوا فى الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية.
وبحسب كتاب "الملك والكتابة !: قصة الصحافة والسلطة فى مصر 1950 - 1999" للكاتب الصحفى محمد توفيق، فإن الفكرة جاءت من خلال عمود الكاتب الراحل على أمين الصحفى، حيث قال: "لم لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم، ونجعله عيدًا قوميًا فى بلادنا وبلاد الشرق، وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة، ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها (شكرا) أو (ربنا يخليك)؟ لماذا لا نشجع الأطفال فى هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل، ويتولون هم فى هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها، لكن أى يوم من السنة نجعله عيد الأم؟".
وبعد نشر المقال بجريدة الأخبار اختار القراء تحديد يوم 21 مارس ليكون عيدا للأم، وهو ربما اختيار جاء مع أول أيام فصل الربيع؛ ليكون رمزًا للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة، واحتفلت مصر بأول عيد أم فى 21 مارس سنة 1956م، ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى.