كان التتار واحدا من أكثر الأمم دموية فى تاريخ الإنسانية، اجتاح فى فترة سطوته العسكرية بلدانا عدة من المغرب إلى المشرق، وخرج منهم العديد من القادة الذين عرفوا بدمويتهم الشديدة.
واحد من هؤلاء كان تيمورلنك أو تيمور الأعرج، والذى تحل اليوم ذكرى غزوه مدينة دمشق، عام 1401، وهو قائد أوزبكى من القرن الرابع عشر ومؤسس السلالة التيمورية (1370 - 1405 م) فى وسط آسيا وأول الحكام فى العائلة التيمورية الحاكمة والتى استمرت حتى عام 1506 م، وهو مولود فى قبيلة البرلاس التتارية المسلمة، وسمى بالأعرج لأنه أصيب بسهم فى قدمه اليمنى سبب له عرجا دائما، أما تيمور بالتتارية تعنى الحديد.
وبحسب كتاب "شخصيات من التاريخ: سير وتراجم موجزة" للدكتور على محافظة، فإن حكم "تيمور" اتصف بالوحشية، وحيثما حل جيشه انتشر القتل والتدمير والسبى، وحسبما يذكر الباحث سركيس أبو زيد، فى دراسته التى عنونها باسم "المسيحية فى إيران: دراسة فى النشأة والواقع" فإن عند اجتياح تيمور لمدن ما وراء الهر، واستولى على شيراز وبلاد فارس، ولم ينته القرن الرابع عشر حتى اجتاحت قواته أواسط آسيا وإيران والعراق والأناضول والهند، إلا وأعمل فيها السيف والدمار، حتى أنه قتل نحو 90 ألف من أهل العراق، وبنى هرما من رؤوس هولاء القتلى.
وبالعودة إلى كتاب الدكتور على محافظة "شخصيات من التاريخ" فإن تيمور الأعرج اتسم بالشجاعة والاندفاع والقسوة فى البطش لكل من يخالفه أو يعاديه، وكان القتل والحرب مهنته بل تسليته الوحيدة، واتصف بالمكر والخداع والبغى، بنى مجده على جثث ضحاياه وأنقاض المدن الزاهرة، وكان يستمتع ببناء أهرامات من جماجم قتلاه فى المعارك والمدن التى غزاها، ويصفه المؤلف بأنه كان ظاهرة شاذة فى تاريخ العالم عامة وتاريخ المسلمين خاصة.