تتزايد حدة الهجوم على العرب والفلسطينيين المسلمين من قبل حاخامات يهوديين متطرفين عبر فتاوى تشعر بالغثيان ، وتتواصل هذه التصريحات الشاذة إلى طرد العرب من بلدهم فلسطين وإلغاء الجنسية الإسرائيلية لغير اليهود.
فى ظل الهجوم الصهيونى الشرس على المسجد الأقصى والمدنيين الفلسطينيين، قال الحاخام الأكبر فى دولة الاحتلال، يتسحاق يوسف، خلال الدرس الأسبوعى الدينى” ممنوع على غير اليهود العيش فى إسرائيل، وإن عاشوا يجب أن يكونوا خدمًا لليهود، ولو كان النظام أشد فى الدولة، لطردهم إلى السعودية".
وأضاف الحاخام اليهودى المتطرف، أن السبب الوحيد لاستمرار السماح لغير اليهود فى العيش بالدولة اليهودية هو حقيقة أن المسيح لم يصل بعد، قائلا: "لو كانت أيدينا حازمة، لو كانت لدينا القوة لنحكم، هذا ما علينا فعله.. لكن المشكلة أن يدنا ليست حازمة، ونحن فى انتظار المسيح"، على حد قوله.
الفتاوى المتطرفة لم تنته، وبعضها تصدر عن كبار الحاخامات تدعو إلى قتل العرب والمسلمين كالتى أصدرها الحاخام إبراهام شابير فى رسالة وجهها لمؤتمر شبابى يهودى فى الولايات المتحدة: "نريد شبابًا يهوديًا يدرك أن رسالته الوحيدة هى تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا فى أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم باعتبار ذلك ضرورة دينية".
كما صرح الحاخام "مردخاى الياهو" الحاخام الشرقى الأكبر للكيان اليهودى سابقا، فى خطاب أمام عدد من منتسبى المدارس الدينية العسكرية: لنا أعداء كثيرون وهناك من يتربص بنا وينتظر الفرصة للانقضاض علينا وهؤلاء بإمكاننا، عبر الإجراءات العسكرية أن نواجههم لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذى يسمونه "قرآن" هذا عدونا الأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية مواجهته ".
وأصدر الحاخام الإسرائيلى مائير كاهانا، مؤسس حركة كاخ الإرهابية، تصريحا غريبا الذى عرف بعدائه الشديد للعرب وخلط الحقائق وبث أفكار التطرف والعنف لدى اليهود ضد العرب، والذى دعا إلى إخراج السكان العرب من إسرائيل، وإسقاط الجنسية الإسرائيلية عنهم، وتم اغتياله فى أعقاب خطبة كان يلقيها بفندق ماريوت فى بروكلين فى ٥ نوفمبر ١٩٩٠.
وتستمر التصريحات والمثيرة ، حيث دعا الحاخام الإسرائيلى عوفاديا يوسف الرب أن يبتلى الفلسطينيين ورئيسهم بوباء يقضى عليهم وذلك فى عظة ألقاها قبل محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وشدد يوسف، الزعيم الروحى لحزب شاس الدينى، الذى يشارك فى الائتلاف الحكومى فى العظة التى ألقاها مؤخرا، "أن يفنى أبو مازن وهؤلاء الاشرار من على وجه الارض" مستخدما كنية الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وأجمع محللون على أن إقدام أحد جنود الاحتلال على تصفية شاب فلسطينى جريح فى الخليل ، كان نتاج تحريض فج بسبب التصريحات الشاذة من ساسة ومرجعيات دينية متطرفة، حيث قال معلق الشؤون العسكرية فى القناة الثانية رونى دانئيل، إن المسئول المباشر عن إعدام الفلسطينى على يد الجنود هو الحاخام الشرقى الأكبر يتسحاق يوسف، الذى أصدر فى وقت سابق فتوى تلزم الجنود بإطلاق النار على كل مقاوم فلسطينى يحمل سكينًا، حتى لو تعارض الأمر مع تعليمات قادته العسكريين.
وهذا الفكر اليهودى المتطرف لا يأتى من فراغ، فهم يعتمدون على كتبهم المقدسة التى تحتوى عنفا ودعوة للقتل وإبادة الآخر، وكان دعا الحاخام الإسرائيلى الأكبر يتسحاق عوفديا يوسف، الحكومة الإسرائيلية بطرد غير اليهود الذين لا يلتزمون بشرائع النبى "نوح" إلى السعودية، مضيفا أنه لا يحق لغير اليهود العيش فى إسرائيل إذا لم يكونوا ملتزمين بتلك الشرائع التى تفرضها اليهودية.
وبالرجوع إلى العهد القديم خاصة سفر التثنية، نجد قدرا كبيرا من الدم والعنفحيث يحدد لهم أسلوب الاستيلاء على المدن، وأسلوب التعامل مع أهل البلاد، وفيها "حين تقترب من مدينة لكى تحاربها استدعها للصلح. فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا، فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما فى المدينة، كل غنيمتها، فتغنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التى أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التى ليست من مدن هؤلاء الأمم هذه، وأما مدن هؤلاء الشعوب التى يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبعد منها نسمة ما".
كذلك نجد فى سفر التثنية أيضا "قومى ودوسى يا بنت صهيون، لأنى أجعل قرنك حديدا، وأظلافك أجعلها نحاسا، فتسحقين شعوبا كثيرين، وأحرّم غنيمتهم للرب، وثروتهم لسيد كل الأرض.
أَمَّا مدن هؤلاء الشعوب التى يعطسك الرب إِلهُكَ نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما" و"لاَ تُشْفقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ" "وفيه وتُحطَّم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم "وأخذوا المدينة، وحرَّموا كل ما فِى الْمَدِينَةِ مِنْ رجل وَامرأة، مِنْ طِفْل وَشَيْخ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَأَحْرقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِى خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبّ".