يشتهر يوم 1 إبريل بأنه يوم الكذب الأبيض، والذى يعمد فيه الكثيرون إلى اختلاق الأكاذيب البسيطة والمقالب التى يداعبون بها أصدقاءهم أو أفراد أسرتهم، وهى عادة أوروبية الأصل.
وبحسب كتاب "هذا اليوم في التاريخ - المجلد الرابع: نيسان/أبريل" تأليف نجدة فتحي صفوة، فإن البعض يرى أن كذبة إبريل ظهرت للمرة الأولى فى فرنسا فى عهد شارل التاسع سنة 1560، ففى هذه السنة اتخذ شهر يناير بداية للسنة الجديدة، وكانت قبل ذلك تبدأ بشهر إبريل، وقد تعود الغريبون تبادل الهدايا عند حلول السنة الجديدة، فلما حل شهر نسيان فى ذلك العام، وجد بعض الظرفاء مخرجا بإرسال هدايا زائفة أو مضحكة بقصد المزاح، وعرفت هذه الهدايا باسم "سمكة إبريل" لأن تبادلها كان يتم فى الوقت الذى تدخل فيه الشمس برج السمكة.
فيما يذكر الكتاب أن الإنجليز يطلقون على هذا اليوم اسم "يوم جميع المغفلين" أو "الحمقى"، حيث كان من المعروف أن السنة المالية فى كثير من الدول تبدأ فى شهر أبريل ويذهب البعض أن لذلك صلة بكذبة أبريل، وهى أنه حينما اتخذ شهر يناير بداية للسنة التقويمية، تعذر لأسباب عملية تغيير السنة المالية معها، لأن الميزانية كان قد أعدت لسنة كاملة، ومن هنا نشأ الاختلاف بين السنة التقويمية والسنة المالية، ويقال إن وزير المالية فى إحدى الدول كان يتخلص من طلبات التعيين والترقية التى يتقدم بها الموظفون وطلاب الوظائف، بأنه سينظر فيها عندما ينتهى من وضع الميزانية وتضاف إليها اعتمادات جديدة، حتى إذا حل اليوم الموعود اعتذر بأنها كانت كذبة أبريل.
ويذكر الكتاب أن من أقدم ما ذكرته المراجع الإنجليزية عن هذه الكذبة، هو ما نشرته صحيفة دريكس، فى عددها الصادر فى اليوم الثانى من أبريل 1856 وفيه أن عددا من الناس تسلموا بطاقة دعوة كتب عليها ما يأتى: "إلى برج لندن – يسمح بدخول حامله مع رفيق واحد، لمشاهدة الاحتفال بغسل الاسود البيض يوم 1 إبريل 1856.. ملاحظة: الدخول من الباب الأبيض – ويرجى تجنب دفع أى هبة بقشيش إلى الحراس أو مساعديهم"، وقد تواد فى صباح ذلك اليوم جماهير الناس على برج لندن بالعربات وسيرا على الأقدام وفتشوا عبثا عن الباب الأبيض الذى لم يكن له وجود.
ومن الحوادث المشهورة أيضا أن صحيفة "إيفنينج ستار" اللندنية أعلنت فى عددها الصادر فى 31 مارس 1846، أنه سيقام فى اليوم التالى معرض للحمير فى غرفة الزراعة فى "إيزلينجتون" فهرع الناس فى اليوم التالى لمشاهدة الحيوانات، واحتشدوا احتشادا عظيما، وانتظروا مدة طويلة، فلما أعياهم الانتظار، سألوا عن موعد عرض الحمير، وفهموا أن الأمر كان "مقلبا".
ووفقا لما ذكرته بعض التقارير الصحفية، تشير بعض القصص الواردة في مجلة هاربر الأسبوعية الأميركية، إلى أن هذه المناسبة ربما بدأت مع قصة النبي نوح وسفينته، وفي قصة تعود إلى 13 مارس 1769 نشرت بأحد الصحف البريطانية، نجد هذه الحكاية التي تدعم هذه النظرية المزعومة، أن نوح أرسل الحمامة لكي تخبره بمكان آمن ترسو فيه السفينة إذا حدث الطوفان، فعادت لتقول إن الطوفان خلفها، وهو ما سخرت منه باقي الحيوانات، وصادف ذلك اليوم الأول من إبريل.