صدر حديثا عن سلسلة آفاق عالمية، الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تعريب رواية "مجدولين/ تحت ظلل الزيزفون"، لمؤلفه: ألفونس كار، وتعريب: مصطفى لطفي المنفلوطى.
وماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون (بالفرنسية: Sous les tilleuls) هي رواية من الأدب الرومانسي عرَّبها الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي.
هي قصة تقرأ من صفحات الحياة المؤثرة نسجها ألفونس كار فأبدع تعريبها مصطفى المنفلوطي ليطلع القارئ العربي على هذا العمل الذي يجمع بين سمتي الأدب العالمي والأدب الغربي، والأدب العربي بعباراته ومعانيه المعبرة وذلك من خلال أسلوب المنفلوطي.
تدور أحداث القصة في ألمانيا بين شاب (استيفن) ينحدر من عائلة غنية وفتاة قروية (مجدولين)، أما الشاب فقد تخلت عنه عائلته وطردته لأنه لم يتزوج الفتاة التي إختارها له والده، وأما الفتاة (مجدولين) فهي فتاة حضرية وهي وحيدة والدها الذي كان لا يتوانى عن تلبية جميع رغباتها.
وتدور قصة حب طاهرة بين الشاب والفتاة ترك هذا الحب العذري آثاره على أشجار ومقاعد حديقة المنزل الذي عاش فيه بطل هذه القصة وذلك بعد أن استأجر استيفن غرفة كانت فارغة في الطابق العلوي في منزل والد مجدولين. وبعد فترة يكتشف والد مجدولين هذاالحب فيخبر استيفن بأن عليه أن يغادر الغرفة وهنا تبدأ معاناة الطرفين، يأخذ كل من مجدولين واستفن عهدا على الاخر بأن يكافحا لأجل حبهما وأن يبذلا المستحيل لكي يكونا معا، ينتقل استيفن إلى مدينة أخرى وسرعان ما يلمع نجمه بالموسيقى والعزف، أما مجدولين فتتعرف على شاب كان أحد اصدقاء استيفن الاعزاء، ولا تزال تتقرب منه محبة باستيفن حتى يقع في هواها وهنا تبدأ الضغوط من صديقتها ووالدها للزواج منه كونه ابن عائلة غنية وعريقة.
في هذه الأثناء يعود استيفن إلى حبيبته ليخبرها بأنه استطاع أخيرا أن يبني لها البيت ذو الغرفة الزرقاء التي لطالما حلما بها ولكنه يجدها على اعتاب الزواج من أحد أعز اصدقائه الذي كان قد قاسمه في يوم من الايام قطعة الخبز، يصعق استيفن لهول الخبر ويهيم على وجهه حتى تثقل كاهله الآلام والأمراض فيغدو طريح الفراش، تتحسن حاله تدريجيا بفضل صديق له ويحاول أن ينسى مجدولين فيعكف على الموسيقى والتلحين حتى يغدو من أشهر نجوم ألمانيا في وقتها. تتطور الأحداث بشكل سريع فتفقد مجدولين زوجها وأعز صاحباتها ولا يبقى لها ولرضيعتها سوى استيفن الذي يحمل لها بين جوانحه حبا جما لطالما حاول أن يتناساه، تلجأ اليه فيفتح ذراعيه لها ولكنه يستذكر كيف أنها تركته وتزوجت صاحبه فينهرها لشدة احساسه بالغدر و الخيانة و في اليوم التالي تنتحر مجدولين غرقا في البحيرة نزل استيفن وتبوء محاولات استفن لانقاذها بالفشل فتسود الدنيا في عينيه وتلاحقه عقدة الذنب بأنه السبب في موت حبيبته فلا يزال على حاله من الهم والحزن حتى يلحق بها، ويوصي بأن ترث ابنة مجدولين نصف مايملك وصديقه فرتز النصف الآخر، وأن يدفن مع مجدولين في نفس القبر .وهكذا انتهت حياة هذا الرجل العظيم الذي قتل الحبُ جسدَه، ولكنه أحيا نفسه وسجّلها في سجل النفوس الخالدات.