تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الفرنسى الشهير إميل زولا،الذى ولد فى "2 أبريل 1840 - 29 سبتمبر 1902"، وكان مساهمًا فى تطوير شخصية مهمة فى المجالات السياسية، كما ساهم فى تبرئة ضابط المدفعية بالجيش الفرنسى ألفريد دريفوس، من تهمة الخيانة وكانت قضيته واحدة من أكثر القضايا السياسية سخونة في التاريخ الفرنسى الحديث.
زولا هو ابن مهندس إيطالى، رحل عنه وهو فى سن الـ 7 ، تاركًا لوالدته معاشا ضئيلا، وكانت الأم قد أعدت خطة لزولا بأن يصبح رجل قانون، لكنه خيب آمالها عندما رسب فى اخبار البكالوريا.
عمل زولا فى بداية حياته ككاتب فى إحدى شركات النقل، ثم فى قسم المبيعات بدار للنشر، وبعد ذلك بدأت حياته الأدبية، حيث كان يكتب المقالات فى الصحف، وكان يتمتع بالجرأة ولم يخف كراهيته لنابليون الثالث.
كان لزولا العديد من الكتابات الإبداعية والمقالات والقصص القصيرة والمسرحيات والروايات، ومن أعماله رواية السيرة الذاتية "اعترافات كلود"، والتى كانت سببا فى طرده من العمل بدار النشر التى كان يعمل بها فى ذلك الوقت، أما روايته "الأحداث الغامضة فى مرسيليا" ظهرت كقصة متسلسلة فى عام 1867م، بعد إصدار أول رواية له بعنوان "تريز روكين" فى عام 1867م.
فى 13 يناير 1898م، عرض إميل زولا حياته للخطر، عندما نشر رسالته "إنى أتهم" على الصفحة الأولى من صحيفة باريس اليومية، حيث كانت القصة المثيرة للجدل فى شكل خطاب كرسالة مفتوحة موجهة للرئيس فيليكس فاوران.
ولأن زولا كان من رواد الفكر الفرنسى فإن رسالته شكلت نقطة تحول رئيسية فى هذه القضية، وتم تقديم زولا للمحاكمة الجنائية بتهمة التشهير فى 7 فبراير 1898، وأدين فى 23 فبراير، وحكم عليه وتم سحب وسام الشرف منه لكنه هرب إلى إنجلترا، وعاد مرة أخرى بعد سقوط الحكومة، وعرضت الحكومة عفوًا لدريفوس ولكنه لم تتم تبرئته.
رحل زولا فى ظروف غامضة، حيث مات مختنقًا بغاز أول أكسيد الكربون الذى انبعث من إحدى مداخن المنزل، وكان عمره حينها 62 عاما، فشك البعض أن يكون سبب الرحيل سياسى، وأنه تم اغتياله، لكن وقتها لم يثبت ذلك، و بعد مرور سنوات كثيرة على الحادث، اعترف أحد جيرانه وهو على فراش الموت أنه هو الذى أغلق فوهة المدخنة لأسباب سياسية.