تمر اليوم الذكرى الـ820 على رحيل الملك ريتشارد الأول، ملك إنجلترا، وقائد الحملة الصليبية على بلاد الشرق، والمعروف تاريخيا باسم ريتشارد قلب الأسد بفضل سمعته كقائد عسكرى ومحارب عظيم، إذ رحل فى 6 أبريل عام 1199، عن عمر ناهز 41 عاماً.
ظل التاريخ على مدار 8 قرون، على رحيل الملك الإنجليزى، يطارده، تارة يصفه بالمحارب العظيم، وتارة أخرى بمجرم الحرب، اتهامات، وهناك اتهامات طالت حياته الشخصية وتاريخ عائلته وصلت إلى لدرجة اتهامه بالشذوذ الجنسى.
وبحسب كتاب "مقاتلون فى سبيل الله" تأليف جيمس ريستون، حسب ما ذكرت مجلة الفيصل فى عددها رقم 313 والصادر عام فى أكتوبر 2002، فإن للملك الإنجليزى قصة مع المثلية الجنسية، بإقامه علاقة شاذة مع فيليب ملك فرنسا، والذى افتضحت بعدما قرر أن يتوب عن فعلته، حيث جمع رؤساء أساقفته وأساقفة كنيسة ريجنالد دومواياك، وهناك صرح عن خوف عميق لديه مثل دمار سدوم (سدوم وعجورة البلدتان اللتان دمرتا حسب العهد القديم بالغضب الإلهى على قوم لوط لشذوذهم الجنسى)، وتجرد من ثيابه واعترف بفحش مثليته الجنسية.
وبحسب الكتاب رأى أساقفته أن توبته صادقة، ووضعوا قواعد العمل التكفيرى، وأعلنوا أن أشواك الفسق زالت من رأسه، ويرى المؤلف أن ما كان أمام الأساقفة وكبيرهم إلا أن يقروا بتوبة ذلك اللوطى العربيد، إلا قطع رؤوسهم وخصاهم إن رفضوا توبته.
وبحسب كتاب (الانحراف الجنسى فى عصر الحروب الصليبية) لـ إمام الشافعى وأشرف صالح، والصادر عن دار البشير، كانت (إليانور دوقة أكوتين) أم ريتشارد قلب الأسد امرأة سيئة السمعة، فقد تزوجت إليانور من ملك فرنسا لويس السابع، ويذهب الكتاب إلى أن الطلاق تم بين إليانور ولويس السابع ملك فرنسا لعلاقتها الآثمة مع عمها ريموند، ثم تزوجت من هنرى الثانى ملك إنجلترا، فانتقلت إليانور إلى إنجلترا بثقافة فرنسا الجنوبية وعاشت فى إنجلترا كما عشت فى بلادها من قبل نصيرة للشعراء وملهمتهم لكن هنرى الذى كان أصغر منها بأحد عشر عاما لم يجد ما يشين سلوكها، لكن طباع هنرى الثانى الحادة لم توافق هوى إليانور، كما أن هنرى انشغل عنها بنساء البلاط وعندما احتجت على ذلك أنزلها من عرشها فهربت إلى بلادها لكنه قبض عليها وأودعها السجن فثار الشعراء على الملك وأثارت هى الأولاد على أبيهم فخلعوه عن العرش.
ويبدو أن ريتشارد الأول، كان تعيس الحظ مع أسرته كلها، فبعيدا عن والدته سيئة السمعة، وأبوه المعروف بعلاقاته الجنسية المتعددة خارج إطار الزوجية، قام هنرى الثانى بممارسة الجنس مع خطيبة ابنه، فقد قام بمعاشرة "أليس" ابنة الملك لويس السابع ملك فرنسا، وعروس ابنه ريتشارد قلب الأسد علنا ودون خجل، وكان ذلك أكثر افتضاحا من علاقته بعشيقته روزاموند، وكان ذلك سببا فى رفض رينشارد الزواج من شقيقة الملك الفرنسى فيليب أغسطس، حيث رد عليه حينها: "إننى لا أمقت أختك، لكننى لن أتخذها زوجة لى لأن أبى عرفها وله منها ولد"، ووقف ريتشاد متصلبا أمام ملك فرنسا، وأكد له أنه على استعداد لتقديم قاطعة لإثبات خيانة أليس منذ كانت طفلة مع أبيه، وأنها أنجبت منه طفلا، خاصة أنها عاشت لفترة فى بلاط هنرى الثانى.