يحتفل اليابانيون، اليوم الاثنين، بـ"عيد ميلاد بوذا"، وتعود مرجعية هذا اليوم إلى المعتقدين فى وجود الديانة البوذية، التى تعد واحدة من الديانات الكبرى فى العالم، هو عيد ميلاد الأمير "جوتاما بوذا" يحتفل به فى شرق آسيا، فى الثامن من شهر أبريل، وهو عيد رسمى فى "هونج كونج ، وماكاو، وكوريا الجنوبية".
حيث قرر القادة البوذيون الأعلىون، من 41 دولة عبر القارات الخمس فى العالم بالإجماع إقامة يوم 8 أبريل، عيد ميلاد بوذا، وتحويله ليوم بوذى دولى فى مؤتمر القمة البوذى السادس، حيث يعتقد أن بوذا، مؤسس البوذية، ولد فى 8 أبريل، فى فصل الربيع عندما بدأت أنواع كثيرة من الزهور تتفتح معًا.
وبحسب كتاب "بوذا والفلسفة البوذية - جزء - 18 / سلسلة أعلام الفلاسفة" للدكتور كامل محمد محمد عويضة، فإن كلمو بوذا ليست اسمها لعلم، ولكنها فى الأصل تعنى الحكيم، ثم اصبحت تطلق علما على جوماتا صاحب المذهب البوذى.
ويشير المؤلف إلى أن ثمة خلافات كبيرة بين المؤخين حول تاريخ ميلاد بوذا، والبلد الذى فيه، ولكن يبدو أن أقرب الآراء للصحة هو انه ولد سنة 623 ق.م، ولرئيس قبيلة من القبائل التى تعيش فى جبال الهمالايا، وتقول الأساطير إن بوذا بدأ يدرس الديانة والفلسفة الهندوكيتين، ولكنه لم يعجب بهما، فانسحب من الحياة، لكى يدرس ويتأمل، إلى أن أن وصل أعلى مراتب المعرفة، وبدأ ينتقد الديانة الهندوكية، ويدعو إلى الديانة الجديدة، وقوبل بصعوبات كبيرة، واستمر جومات بوذا فى نشر مذهبة والدفاع عنه طيلة خمسة وأربعون عاما.
ويعد مذهب بوذا واحدا من المذاهب التى ظهرت فى شمال الهند كرد فعل عنيف ضد مغالاة الديانتين الجينية والهندوكية فى ابتداع طقوس معقدة قاسية لاسيما فى البرامج التى كان على الأفراد اتباعها فى التقشف والتصوف، ومنها على سبيل المثال اليوجا القاسية، ولم يكن بوذا فى المبدأ إلا واحدا ممن عارضوا الطقوس المعقدة الهندوكية، بالتحرير من سلطة "الفيدا" ورفض الاعتراف بأى أساس ثابت فى العالم، كما نفسى الاعتراف بالآلهة الهندوكيين، ورسم طريقا للإصلاح وجد فيه خلاص الفرد.
ومن آراء بوذا، أنه كان يرى فى الشهوات الحسية العدو الأول الذى يحب قهره، لكنه كما رفض المبالغة فى الانغماس فى المتع الحسية، رفض أيضا المبالغة فى الحرمان ومجالدة النفس، وناى بطريق وسط بين هذين الطريقين المسرفين يوصل إلى "النرفانا" أو حالة الراحة النفسية، ولكن لكى ينعم الفرد بالراحة النفسية عليه أن يصل إلى حالة الاستنارة أو الحكمة.
ولا يؤمن بوذا بوجود الإله أو الروح، وأكد البوذية الأولى نكران ذات الله كخالق للعالم وحاكم للأرض، ولكنها لم تنكر وجود الآلهة الشعبية، إذ رآت الآلهة الشعبية أقوى من الإنسان العادى وأعلى منه مرتبة، ولكنها لم تخلق العالم، لأن الآلهة جزء من عملية التناسخ، وتنتقد البوذية تعليق أعمال الناس على القضاء والقدر، وتؤكد فى مقابل ذلك النظام والقانون والعلة والمعلول، والفرد فى البوذية مكون من خمس عناصر هى: "المادة، الإحساس، الإدراك، العناصر العقلية، الشعور"، وتبقى الحقيقة الوحيدة الثابتة لديهم هى النرفانا، وتعنى الخروج من النار، وعلى وجه الخصوص نار الغضب والطمع والرغبة فى الشهوات.
وتحمل مجموعة الكتب المقدسة فى البوذية اسم "ترييتيكا" أى السلاسل الثلاث، لأنها من ثلاث مجموعات: "فينايا" أى النظام وهى خاصة بالرهبان، والثانية "سوترا" اى مواعظ بوذا وهى تحتوى عام للمبادئ والتعاليم والعقائد، والجزء الثالث "أبيدراما" او العلوم النظرية للنظام.