"والله وشبت يا عبد الرُّحمن ..عجّزت يا واد .؟ مُسْرَعْ؟ متى وكيف؟ عاد اللى يعجز فى بلاده غير اللى يعجز ضيف.!! هلكوك النسوان؟ شفتك مرة فى التلفزيون ومرة .. ورونى صورتك فى الجورنان قلت: كبر عبد الرحمن.!!".
لعل الكثير مننا يعرف كلمات القصيدة السابقة، للشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ91، إذ ولد فى 11 أبريل عام 1938، وغاب عن عالمنا فى 21 أبريل 2015 عن عمر ناهز 77 عاما.
وربما كانت قصيدة "يامنة" أحد القصائد الواقعية فى حياة الأبنودى، والتى تمثل حكايته مع العمة "يامنة" أحد أكثر سيدات العائلة قربا للأبنودى، والتى طالما ارتبط بها وهو صغير.
الشاعر الكبير الراحل، حكى قصته مع عمته "يامنة"، خلال إحدى حلقات برنامج " ايامى الحلوة" مع زوجته الإعلامية نهال كمال، موضحا أن عمته "يامنة" كانت كثيرة النصح له، خاصة وأنه عاشت وحيدة، بعدما رحلت ابنتيها "راجية" و"ناجية"، مشيرا إلى أنه كان يحب الأخيرة وكانت هى الأقرب له، رغم أنه أكبر منه، لكنها كانت تشبه قائلا "كانت من نفس السلسال اللى جيت منه".
وأضاف الأبنودى، أن عمته "يامنة" دائما ما نصحته بأن الموت قبل أولاده أفضل، وقالت له "فى الدنيا أوجاع وهموم أشكال وألوان الناس مابتعرفهاش. أوعرهم لو حتعيش بعد عيالك ماتموت"، لافتا إلى أنها طالما كانت تنتظر الموت ولا تخاف منه ولكنه لم يكن يأتى، وكانت تتصور أن الموت اتصال بالحياة.
ووصف "الأبنودى" عمته بالمرأة القوية الجدعة، متذكرا أنها كانت دائما ما تقول له :"كنت جميلة وجدعة يا واد"، مشيرا إلى أنه كان يقضى فصل الصيف كله وهو صغير فى بيتها، وعندما كبر كانت يشعر بالرعب عندما تتصل به وتبلغه بأنها مريضة.
وكشف الشاعر الراحل، أنه ذهب له قبل وفاته، وكان قد تغيب عنها لفترة كبيرة لم يزوها فيها، وكان الحديث الذى دار بينهم جزء كبير من قصيدتها التى تحمل اسمها، والتى تعد أحد أكثر القصائد إلى قلبه.